الإعتراض الثاني :
يقولون : إنه إذا كان للرسول الأكرم (ص) ، والأئمة (ع) ، الولاية على كل شيء ، فلماذا لم يدفعوا الشر عن أنفسهم ، ويطلبوا من الله ، عز وجل ، أن يدفع عنهم البلاء ؟!
الإعتراض الثالث :
بما أن الأئمة المعصومين (ع) لهم القدرة بالولاية الكلية المطلقة ، كعزرائيل في قبضه أرواح الجميع ، وإسرافيل الذي ينفخ في الصور ، فيحيي الموتى ، وان الشمس تدير المنظومة الشمسية ، وأنَّ الملائكة تتدخل في رحم الأم ، وتعطي الطفل صورته وشكله ، بما أن الأئمة المعصومين (ع) ، يتميزون بشأن عظيم ، ومقامهم أجل وأسمى من كل ما ذكرناه ، فإنهم يستطيعون أن يخلقوا ، ويديروا ، ويتولوا أمور الدنيا ، فكما أن عمل الملائكة لا يعتبر شركاً ، فإن أعمال النبي (ص) والأئمة (ع) ، لا تعتبر شركاً .
إنَّ عزرائيل (ع) لا يستطيع قبض الأرواح بمفرده ، وإنمـا يساعده أعوانه ، ومساعدوه من الملائكة ، وهكذا إسرافيل ، خلافاً لرسول الله (ص) والأئمة (ع) ، فإن كلاً منهم فرد واحد !!
الإعتراض الرابع :
يقولون : {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (سورة الأحزاب:٦) ، وأن هذه الآية جاءت صريحة في ولاية رسول الله (ص) على المؤمنين ، وهذه الولاية هي الولاية التشريعية ، فإذا كانت الولاية ولاية تكوينية ، كان على الله أن يقول : «النبي أولى بالسموات والأرض» ، أو يقول : «النبي أولى بكل شيء» .
الإعتراض الخامس :
يقولون ، وقولهم يشبه العرفان ، إنَّ ولاية الإمام ولاية إلهية ، ولكننا نقول : أين الدليل على هذا القول ، حيث لم يصلنا من الشرع شيء من ذلك ، فإذا ادعى شخص ذلك في فروع الدين ، فإن المسلمين يمنعونه ، أما في أصول الدين فكل ما يدَّعى لا مانع منه .
الإعتراض السادس :
يقولون أن الولاية المطلقة الكلية اذا كانت للإمام ، فلا يبقى شيء لله تعالى !
الإعتراض السابع :
إن المعاندين يفسرون الآية الكريمة : {وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} (سورة آل عمران:١٤٤) ، بأن محمداً (ص) قد أعطي صفة الرسالة فقط ، من قبل الله ، جل شأنه ، كما جاء قبله الرسل ، وإن الرسل الذين سبقوا محمداً (ص) ، كانوا أصحاب الولاية في الأمور التشريعية فقط ، لا في الأمور التكوينية !
تابع الإعتراض السابع :
يقولون : إنَّ جميع الأنبياء والأئمة الطاهرين (ع) ، وحتى الرسول الأكرم (ص) ، كانت لهم الولاية التشريعية ، ولم تكن لهم الولاية التكوينية ، ومعنى ذلك : أن وظيفتهم هي أخذ الأحكام وشرائع الدين من جبرئيل (ع) ، وإبلاغ الناس بها ، لأن الولاية التشريعية عبارة عن تعليم الناس ما هو باطل أو صحيح ، حسب أحكام الشرع المقدس ، وفي رأيهم أنه لم يكن للنبي ، ولا للإمام وظيفة أخرى ، غير ما ذكر أعلاه .
الإعتراض الثامن :
يقول المعترضون : إنَّ النبي (ص) هو بشر بسيط مثلنا ، والفرق بينه وبيننا ، أنه كان يعبد الله ، ويخافه ، أكثر منا ، وكان من المتقين !
ويستندون في رأيهم هذا على قول الله ، عز وجل : {قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ويعتبرون الأئمة المعصومين (ع) كبقية أفراد الناس ، وليس لهم أي امتياز على سائر البشر ، سوى كونهم واسطة لإيصال أحكام وسائل الدين إلى الناس .