الإجابة على الإعتراضات في
خصوص الولاية الكلية للمعصوم (ع)
الإعتراض الأول : يقولون : إذا كان للرسول الأكرم (ص) ، والإمام ، الولاية على جميع الأشياء ، كان من الأولى أن يكون الباب ، والحائط ، والسيف ، والرمح ، لا تعمل دون إذنهم. وعليه إذا مس سيف جسد الإمام ، أو أصاب جسد الرسول حجر ، كان ذلك بإذنهم ، ولم يكن أحد قد ظلمهم ، وأن الأذى قد لحقهم بإذنهم !
ونحن نجيب على هذا الإعتراض ، فنقول لهم : إنَّ هذا الإعتراض يرد على الباري ، جل وعلا ، في ولايته على جميع الأشياء ، وبضرورة مفروض الإعتراض ، يجب أن لا تعمل الأشياء ، مثل الباب ، والسيف ، والرمح ، من دون إذن الباري .
فإذا نزل سيف على جسد الإمام ، وجرحه ، أو أصاب حجر جسم الرسول (ص) ، وأصابه بأذى ، كان ذلك بإذن الله ، تبارك وتعالى ، وأن الله جل وعلا، هو قد أنزل هذا البلاء على النبي (ص) ، والإمام (ع) ، وليس ذلك من طرف الأعداء ، ولا يكون قد ظلمهما أحد ، وأن الله ، عزّ وجلّ ، هو أراد أن ينزل بهما الأذى .
ولكن يجب أن نقول لهؤلاء الأغبياء : إنَّ الولاية الكلية تخص الله وحده ، وأن محمداً (ص) ، وآل محمد (ع) ، هم عباده ، وأن الله الرحمن الرحيم ، بموجب نص الآية الكريمة {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ...} ، وسائر الآيات ، والروايات المتواترة التي ذكرناها فيما سبق ، قد جعل هؤلاء المعصومين أولياء أمره ، وخلفاءه على جميع الكائنات ، وانه قد انتخبهم من بين عباده ، وفضلهم ، وميزهم ، وجعلهم وسطاء بينه وبين مخلوقاته ، وهم وسيلة الرحمة لعباده ، وتوَّجهم بالولاية الكلية المطلقة ، التي كانت وما زالت لهم فخراً من قبل أن يخلق الخلق إلى يوم القيامة .
ولما كانت هذه الدنيا دار امتحان واختبار ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى ، عباده أحراراً فيها ومخيرين ، ليظهر كل شخص جوهره وباطنه ، حتى تتم حجته يوم القيامة .
إن الله ، سبحانه وتعالى ، قادر على أن يجري أمره وإرادته على جميع الموجودات ، ويمنع الظالمين ، والمفسدين ، والطغاة ، من ظلم الناس ، ولكنه ، سبحانه ، يمهلهم في هذه الدنيا أياماً حتى يتبين الخبيث من الطيب فيجزي كلاً منهم جزاءه كما قال سبحانه : {وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ} ، فنرى في هذه الآية المباركة أن الله ، سبحانه وتعالى ، يمهل الكفار ليعملوا ما يشاؤون من أعمال السوء ، وليست هذه المهلة من قبيل العجز وعدم القدرة الإلهية ، وإنما هذه المهلة لأجل أن يظهر الكفار خبيئة أسرارهم وخبث باطنهم ، ولأجل أن يعصوا الله كما يشاؤون طوعاً، حتى يحاسبهم الله ، يوم القيامة ، على أعمالهم السيئة ، ويؤاخذ هم فيأخذهم بذنوبهم ومعاصيهم ، حيث لا تكون لهم حجة يدافعون بها عن أنفسهم تحقيقاً لقوله تعالى : {ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، وتفسير الآية الكريمة : إن الله ، سبحانه وتعالى ، لا يترك المؤمنين ، والمفسدين لحالهم ، وإنما يمهلهم حتى يميز الخبيث من الطيب .
وبناء على هذا فإن سكوت أولياء الله أمام الظالمين ، ليس عن عجز في القدرة ، أو عدم العلم ، بل لأجل أن يجرى المقدر عليهم من قبل الله تعالى ، وذلك لأجل رضى الله عنهم .
وتأييداً لما ذكر أعلاه ، فإن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) قد أوضح هذا الموضوع ببيانه الواضح ، حتى أزال الشك والتردد ، في إجاباته الوافية الكافية ، وأقنع الضعفاء ، والناس ، الذين يشكون من هذا الخصوص ، ويوسوسون للناس :
"عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا (ع) : إن أمير المؤمنين (ع) ، قد عرف قاتله ، والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لما سمع صياح الأوز في الدار : "صوائح تتبعها نوائح !" ، وقول أم كلثوم : لو صليت الليلة داخل الدار ، وأمرت غيرك يصلي بالناس ، فأبى عليها ، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة ، بلا سلاح ، وقد عرف ، عليه السلام ، أنَّ ابن ملجم (لعنه الله) قاتله بالسيف ، كان هذا مما لم يجز تعرّضه !
"فقال (ع) : ذلك كان ، ولكنه خيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله ، عز وجل" .
وتأييداً لما أقول ، أذكركم بقصة إبراهيم النبي (ع) المذكورة في القرآن بصورة مفصلة ، حيث ترون أن إبراهيم (ع) لأجل أن يمتثل لأمر الله تعالى ، رضي بأن يذبح ولده بيده ، وذلك من أجل أن يرضى الله تعالى ، في حين أنه كان يستطيع أن لا ينفذ هذا الأمر الإلهي ، ولكن عندما وجد أن الرضى الإلهي في تقديم ابنه العزيز قرباناً لله مع الإمكانية والاستطاعة في العصيان ، اختار إجابة أمر الله تعالى ، وقام وهم فعلياً بذبح ولده ، فتدخلت العناية الإلهية .
وهكذا أئمتنا صلوات الله عليهم ، كانوا يستطيعون بإذن الله تبارك وتعالى ، أن يدفعوا عن أنفسهم جميع المصائب والبلايا ، ولكن كانوا جميعهم في حالة الرضى والتسليم لأمر الله تعالى ، ولأجل إجراء المقدر من قبل الله عليهم ، فكانوا مستسلمين أبداً للأوامر الإلهية ، وبلا تردد .
(عيون أخبار الرضا)
روى هرثمة بن أعين قال : دخلت على سيدي ومولاي -يعني الرضا عليه السلام- في دار المأمون ، وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا ، عليه السلام ، قد توفي ، ولم يصح هذا القول ، فدخلت أريد الإذن عليه .
قال : وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له : صبيح الديلمي ، وكان يتوالى سيدي ، حق ولايته ، وإذا صبيح قد خرج ، فلما رآني قال لي :
يا هرثمة ! ألست تعلم أني ثقة المأمون على سره وعلانيته ؟
قلت بلى ،
قال : إعلم يا هرثمة ، إنَّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته على سره وعلانيته ، في الثلث الأول من الليل ، فدخلت عليه ، وقد صار ليله نهاراً من كثرة الشموع ، وبين يديه سيوف مسلولة ، مشحوذة ، مسمومة ، فدعا بنا غلاماً غلاماً ، وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه ، وليس بحضرتنا أحد من خلق الله غيرنا ، فقال لنا :
هذا العهد لازم لكم ، أنكم تفعلون ما آمركم به ، ولا تخالفوا فيه شيئاً .
قال : فحلفنا له ،
فقال : يأخذ كل واحد منكم سيفاً بيده ، وامضوا حتى تدخلوا على علي بن موسى الرضا في حجرته ، فإن وجدتموه قائماً ، أو قاعداً ، أو نائماً ، فلا تكلموه ، وضعوا أسيافكم عليه واخلطوا لحمه ، ودمه ، وشعره ، وعظمه ، ومخه ، ثم اقلبوا عليه بساطه ، وامسحوا أسيافكم به ، وصيروا إلي ، وقد جعلت لكل واحد منكم ، على هذا الفعل ، وكتمانه ، عشر بدر دراهم ، وعشر ضياع منتخبة ، والحظوظ عندي ما حييت ، وبقيت !
قال : فأخذنا الأسياف بأيدينا ، ودخلنا عليه في حجرته ، فوجدناه مضطجعاً ، يقلب طرف يديه ، ويتكلم بكلام لا نعرفه .
قال : فبادر الغلمان إليه بالسيوف ، ووضعت سيفي ، وأنا قائم أنظر إليه ، وكأنه قد كان علم مصيرنا إليه ، فليس على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف ، فطووا عليه بساطه ، وخرجوا ، حتى دخلوا على المأمون ، فقال : ما صنعتم ؟
قالوا : فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين . قال : لا تعيدوا شيئاً مما كان .
فلما كان عند تبلج الفجر ، خرج المأمون ، فجلس مجلسه مكشوف الرأس ، محلل الأزرار ، وأظهر وفاته ، وقعد للتعزية ، ثم قام حافياً حاسراً ، فمشى لينظر إليه وأنا بين يديه .
فلما دخل عليه حجرته ، سمع همهمته ، فأرعد ،
ثم قال : من عنده ؟
قلت : لا علم لنا يا أمير المؤمنين ،
فقال : أسرعوا وانظروا .
قال صبيح : فأسرعنا إلى البيت ، فإذا سيدي (ع) جالس في محرابه ، يصلي ويسبح ،
فقلت : يا أمير المؤمنين ! هو ذا نری شخصاً في محرابه يصلي ، ويسبح !
فانتفض المأمون ، وارتعد ، ثم قال : غدرتموني لعنكم الله ! ثم التفت إلي من بين الجماعة فقال لي : يا صبيح ! أنت تعرفه ، فانظر من المصلي عنده ؟
قال صبيح : فدخلت ، وتولى المأمون راجعاً ، ثم صرت إليه عند عتبة الباب .
قال ، عليه السلام ، لي : يا صبيح !
قلت : لبيك يا مولاي ، وقد سقطت لوجهي .
فقال : قم يرحمك الله {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ} .
قال : فرجعت إلى المأمون ، فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم ،
فقال لي: يا صبيح ! ما وراءك ؟
فقلت له : يا أمير المؤمنين ! هو والله جالس في حجرته ، وقد ناداني ، وقال لي كيت ، وكيت .
قال : فشد أزراره ، وأمر برد أثوابه ، وقال : قولوا إنه كان غشي عليه ، وإنه قد أفاق !!
قال هرثمة : فأكثرت الله ، عز وجل ، شكراً وحمداً ، ثم دخلت على سيدي الرضا ، عليه السلام ، فلما رآني قال : يا هرثمة ! لا تحدث أحداً بما حدثك به صبيح ، إلا من امتحن الله قلبه للإيمان بمحبتنا وولايتنا !
فقلت : نعم يا سيدي ،
ثم قال (عليه السلام) : يا هرثمة ! والله لا يضرنا كيدهم شيئاً حتى يبلغ الكتاب أجله" .
أقول : ومن مطالعة هذه الرواية ، الصحيحة المعتبرة ، والمنقولة في معظم الكتب المعتبرة للشيعة ، نستطيع أن نجيب المعاندين بلسان الإمام الرضا (ع) حيث يقول ما مضمونه : أننا أصحاب الولاية الكلية الإلهية ، نفعل ما نريد ، ونقدر على كل تصرف في الموجودات ، ونأمرها وننهاها ، ولكن لا يكون ذلك إلا بإذن من الله ، تبارك وتعالى ، وإرادته .
وفي هذا المجال روايات وأخبار كثيرة متواترة ، لا تدع مجالاً لأي فرد أن ينكر ، وخاصة إذا تجرد عن العناد والهوى ، فيقبل ما جاء في الروايات والأخبار عن مقام أهل البيت ، والأئمة الأطهار (ع) كما وصفهم الله تعالى ، ورسوله الأكرم (ص) .
وبعد معرفة الإنسان للمقام الشامخ ، والدرجات العالية للأئمة الطاهرين ، والعمل بما أوصوا به ، يكمل إيمانه ، وينجو من وساوس الشيطان الرجيم .
ولأجل إثبات ، وإيضاح ، وبيان ما قلناه ، نذكر رواية مشهورة أخرى حتى يعرف الضعفاء في الإيمان ، أن الشيعة المخلصين لأهل البيت المعصومين (ع) ، لا يعتقدون بمقام أهل البيت جزافاً ، وإنما جاء إيمانهم ، واعتقادهم الطاهر ، بناء على ما تعلموه من الأئمة المعصومين (ع) ، وهم يتبعونهم في عقائدهم المقدسة .
إن المعاندين الذين ينكرون فضل الأئمة ، بعد معرفتهم بالنصوص ، لا يعاندون الشيعة فقط ، وإنما يعاندون أهل البيت (ع) ، ويوجهون سهامهم المسمومة ، عن قصد أو غير قصد ، إلى التوحيد والولاية بشكل خاص .
لقد كان المعاندون لا يتركون فرصة إلا ويناظرون خلالها الأئمة الأطهار ، ويعترضون عليهم ، ويباحثونهم ، ولكن أهل البيت (ع) كانوا دوماً يردون عليهم بأجوبة مقنعة مسكتة ، لا يردها إلا المعاند ، الذي لا يريد أن يعرف عدد أصابع يده ، فيخرج المعاندون ، مسوَّدة وجوههم في الدنيا والآخرة .
وهنا نورد رواية تبين مصدر عقائد المعاندين التي تحارب الدين ، كما تبين محاولاتهم لإطفاء نور الله (جل وعلا) ، وتكشف عن خيبة آمالهم في ذلك ، كما تظهر حقيقة ما قلناه :
(مناقب ابن شهر آشوب)
كان حميد بن مهران حاجباً خاصاً للمأمون ، ومن أشد الناس عداوة وحسداً للإمام الرضا (ع) ، وكان حميد هذا رجلاً خبيثاً دنيئاً ، ويتحين الفرص ، ليعترض على الإمام (ع) ، ويحقره أمام الناس ، عناداً الله ، جل وعلا ، ورسوله (ص) ، وخاصة بعد أن راحت تزداد شهرة الإمام الرضا (ع) بازدياد الآيات البينات ، والمعجزات الباهرات ، التي صدرت منه (ع) فتجاوز في مقامه حداً ظاهراً ، جعل حميد وسـيـده المأمون يحقدان عليه أشد الحقد ، ويطلبان له المهالك .
"ولما بويع الرضا (ع) ، قلَّ المطر ،
فقالوا : هذا من نکده .
فسأله المأمون أن يستسقي ،
فقبل ، وقال : "رأيت رسول الله (ص) في منامي يقول : يا بني انتظر يوم الاثنين ، وابرز إلى الصحراء ، واستسق ، فإن الله يسقيهم ، وأخبرهم بما يريد الله ، وهم لا يعلمون حالك ، ليزداد علمهم بفضلك ، ومكانك من ربك .
"فبرز يوم الإثنين ، وصعد المنبر ، وحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : "اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل البيت ، فتوسلوا بنا كما أمرت ، وأملوا فضلك ورحمتك ، وتوقعوا إحسانك ونعمتك ، فاسقهم سقياً نافعاً عاماً ، غير رائث ، ولا ضائر ، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ، ومقارهم" .
"فرعدت السماء ، وبرقت ، وهاجت الرياح ، فتحرك الناس ، فنبأهم أنَّ هذا العارض لبلدة كذا ، إلى تمام عشر مرات ، ثم بدا عارض فقال : هذا لكم ، وأمرهم بالانصراف وقال : لم تمطر عليكم ، ما لم تبلغوا منازلكم" .
ونزل من المنبر ، فكان كما قال ، فقالوا : هنيئاً لولد رسول الله ، كرامات الله ، عز وجل !
"فلما حضر عند المأمون ، قال له حمید بن مهران : تجاوزت حدك ، وصلت على قومك بناموسك ، فإن صدقت فأمر هذين الأسدين المصوَّرين ، اللذين على مسند المأمون أن يأخذاني !!" .
وبعد فإنك تلاحظ كيفية انتقال الحدث ، من الولاية التشريعية إلى الولاية التكوينية ، لأن إحياء صورة أسدين وتحويل تلك الصورة إلى حقيقة واقعة وملموسة ، من خصائص الولاية التكوينية ، ونحيل المعاندين إلى بقية الرواية ، بل إلى عدم التجريح والطعن ، عناداً وجهلاً :
يقول الراوي : فغضب الرضا (ع) ، ونادى : دونكما الفاجر ، فافترساه ، ولا تبقيا له عيناً ولا أثراً !!
"فانقلبا ، وقطعاه ، وأكلاه ، ثم استقبلا الرضا (ع)" .
أقول : لكم يشبه هذا الأمر قصة عصا موسىٰ ، عندما أمرها أن تتبدل إلى ثعبان ، وذلك بأمر الله ، عز وجل ، وأن الله ، جل وعلا ، الذي أعطى موسى هذه القدرة على تبديل العصا اليابسة لتتحول بالقدرة الإلهية إلى أفعى ، أفلا يستطيع الباري ، جل وعلا، أن يعطي القدرة نفسها بكمالها ، وتمامها ، إلى نبيه محمد (ص) ، وآل محمد (ع) ؟؟!
إن هذا الإعتقاد نابع من كون المسلمين يؤمنون بأن الأئمة الطاهرين المعصومين هم ورثة الأنبياء جميعاً ، بل وإنَّ الله (سبحانه) قد فضلهم على جميع الأنبياء ومنحهم مميزات لم يمنحها نبياً سابقاً .
ولكن العجب كل العجب من بعض ضعاف النفوس حين يقبلون لموسىٰ بن عمران (عليهما السلام) بعض الأعمال التي توسلها بالقدرة الإلهية الممنوحة ، لتبليغ رسالته ويستغربون ، بل وينكرون ، جهلاً ، أو عناداً بعد علم ، ما يقوم به أحد الأئمة المعصومين (ع) ، الأربعة عشر ، ولو تجاوز ما قام به موسیٰ أو غيره من الأنبياء !
"وقالا : يا ولي الله في أرضه ! ماذا تأمرنا أن نفعل بهذا ؟ وأشارا إلى المأمون العباسي .
قال : فغشي عليه .
فقال : أمكثا . ثم قال : صبّوا عليه ماء ورد وطيبوه فلما صب عليه أفاقه ،
فقالا : أتأمرنا أن نلحقه بصاحبه ؟
فقال (ع) : لا ، لأن الله تعالى فيَّ تدبيراً هو متممه ،
فقالا : فما تأمرنا ؟
قال : عودا إلى مقركما كما كنتما !
فصارا صورتين على المسند . فقال المأمون : الحمد لله الذي كفاني شر حمید بن مهران! .