‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات في تأبين علمائنا الأعلام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات في تأبين علمائنا الأعلام. إظهار كافة الرسائل

رحيل المرجع الديني ميرزا حسن الإحقاقي

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


رحيل المرجع الديني ميرزا حسن الإحقاقي


بسم الله الرحمن الرحيم


{يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبادِي ، وَ ادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العلي العظيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.


لاشك ولا ريب أن مرجعنا العظيم وملجئنا الكريم ونور الله على رؤوسنا، الآن هو في جنات النعيم مع الزهراء عليها السلام وأولياءه الكرام سلام الله عليهم أجمعين ومع اجداده ومشايخنا وأوحدنا رضوان الله عليهم . 


لقد خلد روحي فداه وأعلـى الله مقامه ذكرا نورانيا طيبا في قلوب المؤمنين والمؤمنات وعلى ألسن المسلمين جميعا.


 فواقعا كان مرشدنا في أمر دنيانا وأمر عقبانا وكانت انفاسه خيرا لنا ولبلدنا ولعالمنا. 


هذه الجوهرة البيضاء والنعمة العظيمة التي انعم الله بها علينا فقدناها. 


وا أسفاه ويا حزناه على فقدك يا مولاي يـا مـرجـعـنـا ويـا حـبـيـبـنـا ويـا مقتدانا. 


انت كنت مؤنسا للرفيع وللوضيع وللرجال وللأطفال وللصغار وللكبار. 


سيدي كان بابك وقلبك مفتوحا للجميع حتى لأعدائك الجهلة فكنت تستقبلهم بالابتسامة والمحبة وتكرمهم من عطائك. 


وهذه يديه الكريمتين كالسحاب تمطر على المحب وعلى غير المحب على الموالى وغير الموالى كان كجده امامنا السجاد سلام الله عليه. فكان رضوان الله عليه كل من كان يلاقيه كان في نظره أن يعينه و يساعده.


كلتا يديه غياث عم نفعهما

تستوكفان فلا يعرفهما العدم


سيدي كنت ابا للأيتام والارامل، فكم من أرملة وكم من يتيم وكم من فقير وكم من مسكين يعيش بأياديك الكريمة ولا يعلم بها الا الله. 


سيدي كيف أصبر على فراقك وأنا كل يوم وكل صباح كنت أقبل جبينك المنور الذي كان يسطع انوار التوحيد والولاية منه. 


وأنا الحقير من ساعة التي انكبت علي هذه المصيبة العظمى وهذا الخطب الجلل أفتخر بأنه ما سمعت كلمة حول والدي المعظم المرجع الكبير الا مدحا وثناءا وهذا هو أصل الباقيات الصالحات.


سألوا إمامنا الصادق عليه السلام كيف حالنا بعد موتنا في قبورنا قال أرواحنا فداه وعليه الصلاة والسلام انظروا ما يقولوا الناس وراءكم بعد الموت أن خيرا فخير وان شرا فشر ، فشهادة الناس بعد الموت مبين لحال المتوفى في القبر وعالم البرزخ.


 لقد خلد هذا المرجع العظيم الكلمة الطيبة ووحدة الكلمة والحياة الانسانية والعمل الصالح والمشاريع الكبيرة التي دونتها صفحات التاريخ وهي بعدد احرف اسم أمير المؤمنين عليه السلام ١١٠ مشروعا والتي ملئت الغرب والشرق. وأما الصغيرة فهي لا تعد ولا تحصى.


وما خلف شيئا الا لباسه الذي كان يلبسه منذ سنين، هذا ماكان عنده من المال، والحال انه كل يوم الملايين تصل بيده كلها انفقها في سبيل الله.


لقد فقدنا مرجعا عظيما، هيهات أن يأتي الزمان بمثله، هيهات أن يأتي الزمان بمثل ميرزا حسن الامام المصلح، ان الزمان لمثله لعقيم.


اللهم اجعل دعائه وراءنا الذي يحرسنا ويحفضنا ويوفقنا في أمورنا والسير على خطه وانجازاته وآثاره والتخلق بأخلاقه التي كانت ومازالت مرآة امام أخلاق رسول الله (صلى الله عليه و آله) تحت نظر صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء.


اللهم نسألك من عتبتك وعتبة مولانا صاحب الزمان، الصبر والكفاية ووحدة الكلمة وتوحيد القلوب والمحبة التي هي اعلى مراحل الخلقة وهي محبة محمد وآل محمد عليهم السلام والأخذ بالأيادي في انجاز مآثر مرجعنا الراحل وحمل رايته، الراية التي هي راية صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه.


وفي اثناء هذه المصيبة العظيمة اصابتنا مصيبة أخرى وهي ارتحال شمس الدين والولاية سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين رضوان الله عليه هو كان شمسا مضيئا في حدود الغرب والشرك وكان رافعا لاعلام الاسلام والولاية مدافعا ومجاهدا في سبيل القرآن وأهل البيت عليهم السلام.


ونحن نقدم تعازينا لفقد هذا الرجل العظيم ولجميع المسلمين سيما لأخيه البار سماحة الشيخ عبد الأمير شمس الدين ولأولاده وعائلته الكريمة وعشيرته ومحبيه فانا لله وانا اليه راجعون.


وفي الختام أقدم كلمة الشكر لجميع الأخوان والأخوات من الكبار والصغار من العرب والعجم وغيرهم من الكويت العزيزة والاحساء المكرمة والدمام وإيران الذين شاركوا بعيون باكية وقلوب محرقة في هذا الخطب العظيم واقامة الفواتح وتأبين الأربعين على روح المرجع الكبير قدس سره الشريف سواء في الحسينية الجعفرية اوسائر الحسينات وكذلك المجالس التي اقيمت في بيوت المؤمنين. 


فجزاهم الله خير جزاء المحسنين. ولسيـمـا الـعـلـمـاء والمشايخ والخطباء. وأنتم ما قصرتم في الكويت والاحساء والدمام وايران منذ ساعة الوفاة الى يوم الأربعين فجزاكم الله خير الجزاء. لقد حصلتم في شهر الله مقاما ودرجة وجزاءا أرفع من السموات والعرش وهو الحضور في مجلس نائب من نواب صاحب الزمان ارواحنا فداه وخادم من خدام القرآن والشريعة. 


واخص بالشكر الجزيل أمير البلاد المفدى الشيخ جابر الأحمد الصباح أطال الله بقائه وخلد الله ملك آل الصباح الى صباح القيامة على تفضلهم بأمر من سموه بتوفير طائرة خاصة على حسابه بنقل الوفد المعزي برئاسة الشيخ طلال الفهد الصباح حفظه الله الذي كان ممثلا نيابة لسموه وأسرة آل الصباح حيث صاحبنا الى طهران للقيام بمراسيم التشييع والتدفين وتقديم العزاء.


وكذلك نقدم الشكر لولي العهد المحبوب رئيس مجلس الوزراء حضرة الشيخ سعد العبدالله الصباح أدام الله بقاه و حفظه.


وكذلك نقدم الشكر لرئيس مجلس الأمة والحكومة الرشيدة والوزراء وأعضاء مجلس الأمة وغيرهم من الدول العربية والاسلامية وإيران لمشاركتهم ومواساتهم للفقيد الراحل.


اللهم اعنا وساعدنا بلطفك وكرمك وعنايتك وبعبادك الصالحين بحق محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، سلام الله عليهم اجمعين.


اللهم اجعل دعائه وراءنا الذي يحرسنا ويحفضنا ويوفقنا في أمورنا والسير على خطه وانجازاته وآثاره والتخلق بأخلاقه التي كانت ومازالت مرآة امام أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت نظر صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء.








في رحاب الأوحد

سماحة الحكيم الإلٰهي والفقيه الرباني المولىٰ

 ميرزا عبد الله الحائري الأحقاقي حفظه الله


في رحاب الأوحد


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمد


 ورد عن مولانا أمير المؤمنين (ع): “هلك خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة” .


لما كانت المعرفة أول الفرائض ونهاية الطاعات صار العلم هو محل الفخر والشرف والعلو، فما استحق نبي الله آدم أن يكون مسجوداً للملائكة إلا بما حمله الله من العلم، وعلم كل شيء ... من الذرة إلى الدرة ومن العرش إلى الفرش أودعه الله في صدور محمد وآل محمد (صلى الله عليه و آله). فمن أراد أن يفوز بآثارهم عليهم السلام لا بد له من الوسائط ، والتمسك بالأوتاد التي أودعها أهل البيت برحمتهم بين العباد في زمن غاب فيه الولي لحكمة إلهية (ليحيى من حي عن بيّنه ويهلك من هلك عن بيّنه) ، فما أعظم العلماء الذين استحقوا أن يحملوا هذه الأمانات بما لديهم من قابلية استعملوها في التقوى والعدالة والمجاهدة {رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ} (النور:٣٧-٣٨) .


و نحن نعيش في هذا الشهر ذكرى استشهاد عالم جليل من أعاظم العلماء بل فخرهم من حيث العلم والعمل والتقوى وبما خلف من آثار وكرامات تفوق الحد والوصف .. هو الشيخ الأعظم والعماد الأقوم والنور الأتم الجامع الأعم ركن المؤمنين الممتحنين مظهر الشريعة وشارح الطريقة بسر الحقيقة شيخنا الكبريائي الأوحد أحمد بن زين الدين الإحسائي (أعلى الله مقامه) ، الذي أخذ علومه من إشراقات معارف أهل البيت (ع) ، وأوقد ناره من تلك الشجرة المباركة الزيتونة التي لا شرقية ولا غربية فصار مفتاحاً لعلومهم وحاملاً لأسرارهم وناشراً لفضائلهم وقائداً ومعلماً لمخلصي شيعتهم، كما ورد عنه في مقدمة كتابه الفاخر (شرح الفوائد): (رأيت أنه يجب علي أن أروعهم بعجائب من المطالب لما أردت الهداية لمن سبقت له العناية بالنجاة)


وزين الدين للنقبا باب

فليس يضل من قد كان أَمَّه


وقد أوضح من خلال كلماته في نفس الكتاب إلى أعظم نواحي التميز التي حباه بها ساداتنا العظام وموالينا الكرام محمد وآل بيته الكرام عليهم صلوات الملك العلام ، هذا التميز كان ظاهراً في كتاباته وبين حروف كلماته يلمسه كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فقد قال (قدس الله نفسه الشريفة) (العلماء يأخذون تحقيقات علومهم بعض عن بعض، وأنا لما لم أسلك طريقهم وأخذت تحقيقات ما علمت عن أئمة الهدى (ع) لم يتطرق على كلماتي الخطأ ، لأني ما أثبت في كتبي فهو عنهم وهم (ع) معصومون عن الخطأ والغفلة والزلل ، ومن أخذ عنهم لا يخطئ من حيث هو تابع) فأشار بكلمات تعج بأنفاس سادات الوجود إلى حقيقة أزلية أبدية أن الفوز في الدنيا والآخرة هي في المتابعة المطلقة للميامين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، فتصل إلى مقام عظيم وتكون (منا أهل البيت) بالمتابعة مع المعرفة ، وهو قول مولانا أمير المؤمنين (ع): (لا تأخذ إلا عنا تكن منا) .


فإذا أردت أن لا تأكل ولا تشرب إلا طاهراً فاغترف غرفة بيدك من بحر علومهم فقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وارتقب فيض جودهم تُفتح لك أبواب الأسرار بكرمهم ، فلقد خاض ابنهم والشارب من حياضهم الأوحد الإحسائي كل نواحي العلم .. الحكمة .. الفلسفة .. الفقه .. والآداب والفنون وغيرها بسفينة تجري بين خضم الأمواج بريق الإمام الحسن المجتبى الذي ارتشف منه الكمال والجمال والبهاء وبقي إلى آخر لحظة يسبح في ذلك النور .


فبعد أن تحقق وعده سبحانه مع هذا العالم الجليل {وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا} (العنكبوت:٦٩) صار سراجاً منيراً لكل طالب حق ، فأذهل العقول بعلم انتهله من حوض الكوثر {ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ} فابتهج المنصفون لما أراهم من الحق ، في حين إمتلأت بعض القلوب غيرة وحسداً خدرت الحس الواعي في الفطرة حتى صارت ترى الحق باطلاً والباطل حقاً ، ولكن ظهر ما بين الفئتين ما ملأ الخافقين .


فيا أيها المنكر لمقامه المنيع ، كيف تنكر قدرة الله تعالى في خلقه؟ والقرآن يخاطبك {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ} وقد شاء الجليل أن تُفتح أبواب الحقيقة والأسرار لمن جاهد في سبيله حق المجاهدة فصار محلاً لدعاء النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله): “اللهم أرني الأشياء كما هي” ، ولله في خلقه شئون تجل عن تناول العامة من الخلق ، لذلك يقول تعالى في محكم التنزيل: {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ} (الأنبياء:٢٣) .


فمن شك فيه فهو آثم قلبه ، فلينظر في آثاره فإن آثاره تدل عليه ، فإن له ١٦٠ كتاب و٥٥٠ جواب المسائل معضلة {سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ} (سبأ:١٨) قد ذكر فيها ما لم يجر في خطاب إلا بالإشارة والتلويح يفهمها أهله ، ولن تكون من أهله إلا إذا أكلت زادهم ووردت موردهم لتفهم مرادهم ..


إن كنت ذا فهم تشاهد ما قلنا

وإن لم يك فهم فتأخذه عنا


فليس إلا ما ذكرناه فاعتمد

عليه وكن في الحال فيه كما كنا


لتعلم أن الأوحد (هو الهادي ، هو المهدي ، هو النور، هو المعيار في حب الأئمة) إنه الأوحد .. وانقطع الخطاب .


هذا و صل اللهم على محمدٍ و آله الطاهرين.




كلمة ميرزا عبدالرسول الإحقاقي في ذكرى رحيل عمه المقدس ميرزا علي الإحقاقي أعلى الله مقامهم




كلمة ميرزا عبدالرسول الإحقاقي في ذكرى رحيل عمه المقدس ميرزا علي الإحقاقي أعلى الله مقامهم 

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمد


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين و خاتم الانبياء والمرسلين محمد صاحب المعراج وعلى وصيه وابن عمه امير المؤمنين علي سيف الله ، وعلى فاطمه سيدة النساء وعلى ابناءهما المعصومين النجباء .


في هذا الشهر العظيم شهر رمضان المبارك لدينا فى اليوم السابع والعشرين منه ذكرى ارتحال احد من الاعلام والمراجع العظام عمي المقدس الحاج ميرزا علي الحائري الاحقاقي (قدس الله روحه الشريفه) ونعزى اولا قطب الامكان امامنا المهدى صاحب العصر و الزمان ارواحنا فداه ونائبه مرجعنا الديني الكبير الامام المصلح والدى المعظم ادام الله ظله العالي والمؤمنون والمؤمنات في هذا العزاء العظيم لو يبكى الدهر لفقدان هذا العالم المرجع الكبير فانه يستحق ذلك لانه كان احد العلماء المجاهدين في سبيل الولاية وفى توسعة الحكمة وقد افنى عمره الشريف فى عتبة اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين والخدمة لمحبيه ومواليه .


وقد توفي ( قدس سره الشريف ) فى احد بيوت الحسين عليه السلام و هي الحسينية العباسية العامرة فاز سعيدا وعاش سعيدا ومات سعيدا رضوان الله عليه واعلى الله مقامه والسلام عليه يوم ولد ويوم توفى ويوم يبعث حيا .


مسألة المرجعية عبارة عن استمرار النبوة والامامة فالامام خليفة الله والمرجع خليفة الامام ولذلك المرجعية استمرار النبوة استمرار الرسالة نعم بالعرض لا بالحقيقة لان حامل مقام النبوة والرسالة بالحقيقة هو نبينا الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الانبياء وليس بعده نبي الى يوم القيامة وكذلك حامل مقام الولاية الكلية الالهية هو مولانا أمير المؤمنين عليه السلام واولاده الطيبين الطاهرين كما ندرى بالاصالة واما المرجع هو حامل للواء النبوة والولاية بالعرض لا بالحقيقة ولذلك هو ناشر لتراث النبوة وتراث الولاية بين المسلمين والمؤمنين واصل تراث الاديان عبارة عن الحكمة و {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} فهذه الآية وكثير من آيات القرآن الحكيم واحاديث ائمتنا عليهم السلام تعلن بأن الحكمة اساس الاديان والاديان قائمة بالحكمة واساس الايمان قائم بالحكمة وجوهرة القرآن عبارة عن الحكمة ، الانبياء والائمة عليهم السلام هم اساس الحكمة ، العلماء والمراجع مروجي الحكمة ، ومن جملة حاملي اسرار الحكمة الاسلامية الولوية الاوحدية عمي المقدس وأستاذى الاول المرجع العظيم الفقيد استاذ العلماء والمجتهدين الحكيم الالهى والفقيه المتبحر الاديب المحدث الفيلسوف مولانا ميرزا علي الحائرى الاحقاقي ( قدس الله روحه الشريفة ) وهذا التأكيد في الآية المباركة لتعليم وتعلم الحكمة اجمالا لان الحكمة ام العلوم ولولا الحكمة ما كان لنا علم الفقه في الحكمة اعجاز القرآن في الحكمة الاخلاق في الحكمة والذي لا يعرف الحكمة لايعرف الفقه ولا يعرف اعجاز القرآن ولا يعرف الاخلاق والحكمة الحقة الحقيقة هي الحكمة المأخوذة عن معارف اهل بيت العصمة عليهم السلام لاغير ...


 




في عزاء المولى ميرزا حسن الإحقاقي

سماحة الحكيم الإلهي والفقيه الرباني المولى 

ميرزا عبدالله الحائري الأحقاقي حفظه الله


في عزاء الإحقاقي


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.


أيها الإمام المصلح حيث أجدك ، فليكن العالم كله مجازا ، حيث أرتبط بسلاسل حبك ، فلتتناثر حلقات السلاسل الأخرى التي تشدني إليها وتمنعني عنك . 


أيها العالم الجليل، والمهيمن على القلوب !! 


لقد تجاوزت عناياتك لنا و ألطافك في حقنا عن حد الاحصاء ، فما أكثر ما تملأ زوايا صدري من نور بهائك ، وصفاء صفاتك ، وتملأ أعماق قلبي من الأفراح والمسرات ، خصوصا عندما تمسح بيدك الحنان على رأس يتيم ، أو تمد يدا لاغاثة بائس مسكين ، أو ترشد طالبا حائرا الى حمى الحبيب ، أو تنقذ ضالا إلى الصراط المستقيم . وبين الفينة والأخرى حيث تخلو إلى زاوية متذكرا وجه الحبيب ، فتسود الوحدة في ظاهرك وباطنك ، وتلهج ذرات جسمك وروحك في طرب وألحان جذابة قائلة: سبحان ربي العظيم وبحمده.


 ولكن اليوم نعى وجه الحياة من بعدك يا مرجعنا وما أحزن صورة هذه الكائنات في نظري وما أشد ظلمة البيت الذي أسكنه بعد فراقك اياه ! فلقد كنت تطلع في أرجائه شمسا مشرقة تضيء لي كل شيء فيه ، أما اليوم فلا ترى عيني مما حولى من هول المصاب ، أكثر مما ترى عينك الآن في جنات الخلد والنعيم مع الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها عليهم السلام. 


بكى الباكون عليك ما شاءوا ، وتفجعوا ، حتى اذا ضعفت قواهم عن احتمال أكثر مما احتملوا لجأوا الى مضاجعهم، فسكنوا اليها، ولم يبقى ساهرا ، في ظلمة هذا الليل، وسكونه ، غير عينين قريحتين : عين اليتيم وعين المسكين وعين الأرملة وعين أخرى أنت تعلمها. 


شيعك العالم يا مرجعنا ، ووارى جثمانك الطاهر مضجعك ومثواك الأخير جنة الخلد. فيا لله لقلب قد لاقى ما لا تلاقي القلوب ، واحتمل فوق ما لا تحتمل من فوادح الخطوب غاب عن الأرض وهي واعية منه كل قول وشاهدة كل عمل عظيم. 


كان يعطي ولا يأخذ يعتدى عليه ولا يعاقب يُغدر فيعفو ويكثر العفو ، لا يحيف على من أبغض ولا يأثم في من أحب . عون للضعيف أخ للغريب أب لليتيم حفي بمن ضيقت عليهم الحياة يرجونه لكل كريهة يأملونه لكل شدة . كثير علمه عظيم حلمه . يملأ السهل والجبل وتملأ قلبه دمعة بائس أو حزين . يغلبه عطف على شقي . يعدل في الناس أما صحا النهار ويقيم حدود الحق ، ويبكي مصائر الخلق أما استوت الظلمة وجن الليل. 


رحمك الله يا مرجعنا الحبيب ومعلمي الأول ، أيها الغصن النضر والفرع المثمر للشجرة الطيبة ، شجرة العلم والمرجعية لأسرة الأحقاقي ، الإمام المصلح والعبد الصالح ، المرجع الديني الكبير مولانا الحاج ميرزا حسن الاحقاقي الأسكوئي قدس سره الشريف .


 رحمك الله أيها الأسوة الحسنة في العلم والعمل والفضيلة ، أيها الأب الحنون للضعفاء والفقراء والأيتام .


رحمك الله يا ناشر أحكام القرآن ، ومروج آثار وفضائل أهل بيت النبوة والايمان . أيها الراسخ الأعراق في العبادة والأخلاق . رحمك الله يا مؤلف القلوب وموجد الوحدة والاخاء وماحي التنابز بالألقاب والفرقة والعداء.