خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد
الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره
رحيل المرجع الديني ميرزا حسن الإحقاقي
بسم الله الرحمن الرحيم
{يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبادِي ، وَ ادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العلي العظيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.
لاشك ولا ريب أن مرجعنا العظيم وملجئنا الكريم ونور الله على رؤوسنا، الآن هو في جنات النعيم مع الزهراء عليها السلام وأولياءه الكرام سلام الله عليهم أجمعين ومع اجداده ومشايخنا وأوحدنا رضوان الله عليهم .
لقد خلد روحي فداه وأعلـى الله مقامه ذكرا نورانيا طيبا في قلوب المؤمنين والمؤمنات وعلى ألسن المسلمين جميعا.
فواقعا كان مرشدنا في أمر دنيانا وأمر عقبانا وكانت انفاسه خيرا لنا ولبلدنا ولعالمنا.
هذه الجوهرة البيضاء والنعمة العظيمة التي انعم الله بها علينا فقدناها.
وا أسفاه ويا حزناه على فقدك يا مولاي يـا مـرجـعـنـا ويـا حـبـيـبـنـا ويـا مقتدانا.
انت كنت مؤنسا للرفيع وللوضيع وللرجال وللأطفال وللصغار وللكبار.
سيدي كان بابك وقلبك مفتوحا للجميع حتى لأعدائك الجهلة فكنت تستقبلهم بالابتسامة والمحبة وتكرمهم من عطائك.
وهذه يديه الكريمتين كالسحاب تمطر على المحب وعلى غير المحب على الموالى وغير الموالى كان كجده امامنا السجاد سلام الله عليه. فكان رضوان الله عليه كل من كان يلاقيه كان في نظره أن يعينه و يساعده.
كلتا يديه غياث عم نفعهما
تستوكفان فلا يعرفهما العدم
سيدي كنت ابا للأيتام والارامل، فكم من أرملة وكم من يتيم وكم من فقير وكم من مسكين يعيش بأياديك الكريمة ولا يعلم بها الا الله.
سيدي كيف أصبر على فراقك وأنا كل يوم وكل صباح كنت أقبل جبينك المنور الذي كان يسطع انوار التوحيد والولاية منه.
وأنا الحقير من ساعة التي انكبت علي هذه المصيبة العظمى وهذا الخطب الجلل أفتخر بأنه ما سمعت كلمة حول والدي المعظم المرجع الكبير الا مدحا وثناءا وهذا هو أصل الباقيات الصالحات.
سألوا إمامنا الصادق عليه السلام كيف حالنا بعد موتنا في قبورنا قال أرواحنا فداه وعليه الصلاة والسلام انظروا ما يقولوا الناس وراءكم بعد الموت أن خيرا فخير وان شرا فشر ، فشهادة الناس بعد الموت مبين لحال المتوفى في القبر وعالم البرزخ.
لقد خلد هذا المرجع العظيم الكلمة الطيبة ووحدة الكلمة والحياة الانسانية والعمل الصالح والمشاريع الكبيرة التي دونتها صفحات التاريخ وهي بعدد احرف اسم أمير المؤمنين عليه السلام ١١٠ مشروعا والتي ملئت الغرب والشرق. وأما الصغيرة فهي لا تعد ولا تحصى.
وما خلف شيئا الا لباسه الذي كان يلبسه منذ سنين، هذا ماكان عنده من المال، والحال انه كل يوم الملايين تصل بيده كلها انفقها في سبيل الله.
لقد فقدنا مرجعا عظيما، هيهات أن يأتي الزمان بمثله، هيهات أن يأتي الزمان بمثل ميرزا حسن الامام المصلح، ان الزمان لمثله لعقيم.
اللهم اجعل دعائه وراءنا الذي يحرسنا ويحفضنا ويوفقنا في أمورنا والسير على خطه وانجازاته وآثاره والتخلق بأخلاقه التي كانت ومازالت مرآة امام أخلاق رسول الله (صلى الله عليه و آله) تحت نظر صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء.
اللهم نسألك من عتبتك وعتبة مولانا صاحب الزمان، الصبر والكفاية ووحدة الكلمة وتوحيد القلوب والمحبة التي هي اعلى مراحل الخلقة وهي محبة محمد وآل محمد عليهم السلام والأخذ بالأيادي في انجاز مآثر مرجعنا الراحل وحمل رايته، الراية التي هي راية صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه.
وفي اثناء هذه المصيبة العظيمة اصابتنا مصيبة أخرى وهي ارتحال شمس الدين والولاية سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين رضوان الله عليه هو كان شمسا مضيئا في حدود الغرب والشرك وكان رافعا لاعلام الاسلام والولاية مدافعا ومجاهدا في سبيل القرآن وأهل البيت عليهم السلام.
ونحن نقدم تعازينا لفقد هذا الرجل العظيم ولجميع المسلمين سيما لأخيه البار سماحة الشيخ عبد الأمير شمس الدين ولأولاده وعائلته الكريمة وعشيرته ومحبيه فانا لله وانا اليه راجعون.
وفي الختام أقدم كلمة الشكر لجميع الأخوان والأخوات من الكبار والصغار من العرب والعجم وغيرهم من الكويت العزيزة والاحساء المكرمة والدمام وإيران الذين شاركوا بعيون باكية وقلوب محرقة في هذا الخطب العظيم واقامة الفواتح وتأبين الأربعين على روح المرجع الكبير قدس سره الشريف سواء في الحسينية الجعفرية اوسائر الحسينات وكذلك المجالس التي اقيمت في بيوت المؤمنين.
فجزاهم الله خير جزاء المحسنين. ولسيـمـا الـعـلـمـاء والمشايخ والخطباء. وأنتم ما قصرتم في الكويت والاحساء والدمام وايران منذ ساعة الوفاة الى يوم الأربعين فجزاكم الله خير الجزاء. لقد حصلتم في شهر الله مقاما ودرجة وجزاءا أرفع من السموات والعرش وهو الحضور في مجلس نائب من نواب صاحب الزمان ارواحنا فداه وخادم من خدام القرآن والشريعة.
واخص بالشكر الجزيل أمير البلاد المفدى الشيخ جابر الأحمد الصباح أطال الله بقائه وخلد الله ملك آل الصباح الى صباح القيامة على تفضلهم بأمر من سموه بتوفير طائرة خاصة على حسابه بنقل الوفد المعزي برئاسة الشيخ طلال الفهد الصباح حفظه الله الذي كان ممثلا نيابة لسموه وأسرة آل الصباح حيث صاحبنا الى طهران للقيام بمراسيم التشييع والتدفين وتقديم العزاء.
وكذلك نقدم الشكر لولي العهد المحبوب رئيس مجلس الوزراء حضرة الشيخ سعد العبدالله الصباح أدام الله بقاه و حفظه.
وكذلك نقدم الشكر لرئيس مجلس الأمة والحكومة الرشيدة والوزراء وأعضاء مجلس الأمة وغيرهم من الدول العربية والاسلامية وإيران لمشاركتهم ومواساتهم للفقيد الراحل.
اللهم اعنا وساعدنا بلطفك وكرمك وعنايتك وبعبادك الصالحين بحق محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، سلام الله عليهم اجمعين.
اللهم اجعل دعائه وراءنا الذي يحرسنا ويحفضنا ويوفقنا في أمورنا والسير على خطه وانجازاته وآثاره والتخلق بأخلاقه التي كانت ومازالت مرآة امام أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت نظر صاحب العصر والزمان ارواحنا له الفداء.