في عزاء المولى ميرزا حسن الإحقاقي

سماحة الحكيم الإلهي والفقيه الرباني المولى 

ميرزا عبدالله الحائري الأحقاقي حفظه الله


في عزاء الإحقاقي


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.


أيها الإمام المصلح حيث أجدك ، فليكن العالم كله مجازا ، حيث أرتبط بسلاسل حبك ، فلتتناثر حلقات السلاسل الأخرى التي تشدني إليها وتمنعني عنك . 


أيها العالم الجليل، والمهيمن على القلوب !! 


لقد تجاوزت عناياتك لنا و ألطافك في حقنا عن حد الاحصاء ، فما أكثر ما تملأ زوايا صدري من نور بهائك ، وصفاء صفاتك ، وتملأ أعماق قلبي من الأفراح والمسرات ، خصوصا عندما تمسح بيدك الحنان على رأس يتيم ، أو تمد يدا لاغاثة بائس مسكين ، أو ترشد طالبا حائرا الى حمى الحبيب ، أو تنقذ ضالا إلى الصراط المستقيم . وبين الفينة والأخرى حيث تخلو إلى زاوية متذكرا وجه الحبيب ، فتسود الوحدة في ظاهرك وباطنك ، وتلهج ذرات جسمك وروحك في طرب وألحان جذابة قائلة: سبحان ربي العظيم وبحمده.


 ولكن اليوم نعى وجه الحياة من بعدك يا مرجعنا وما أحزن صورة هذه الكائنات في نظري وما أشد ظلمة البيت الذي أسكنه بعد فراقك اياه ! فلقد كنت تطلع في أرجائه شمسا مشرقة تضيء لي كل شيء فيه ، أما اليوم فلا ترى عيني مما حولى من هول المصاب ، أكثر مما ترى عينك الآن في جنات الخلد والنعيم مع الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها عليهم السلام. 


بكى الباكون عليك ما شاءوا ، وتفجعوا ، حتى اذا ضعفت قواهم عن احتمال أكثر مما احتملوا لجأوا الى مضاجعهم، فسكنوا اليها، ولم يبقى ساهرا ، في ظلمة هذا الليل، وسكونه ، غير عينين قريحتين : عين اليتيم وعين المسكين وعين الأرملة وعين أخرى أنت تعلمها. 


شيعك العالم يا مرجعنا ، ووارى جثمانك الطاهر مضجعك ومثواك الأخير جنة الخلد. فيا لله لقلب قد لاقى ما لا تلاقي القلوب ، واحتمل فوق ما لا تحتمل من فوادح الخطوب غاب عن الأرض وهي واعية منه كل قول وشاهدة كل عمل عظيم. 


كان يعطي ولا يأخذ يعتدى عليه ولا يعاقب يُغدر فيعفو ويكثر العفو ، لا يحيف على من أبغض ولا يأثم في من أحب . عون للضعيف أخ للغريب أب لليتيم حفي بمن ضيقت عليهم الحياة يرجونه لكل كريهة يأملونه لكل شدة . كثير علمه عظيم حلمه . يملأ السهل والجبل وتملأ قلبه دمعة بائس أو حزين . يغلبه عطف على شقي . يعدل في الناس أما صحا النهار ويقيم حدود الحق ، ويبكي مصائر الخلق أما استوت الظلمة وجن الليل. 


رحمك الله يا مرجعنا الحبيب ومعلمي الأول ، أيها الغصن النضر والفرع المثمر للشجرة الطيبة ، شجرة العلم والمرجعية لأسرة الأحقاقي ، الإمام المصلح والعبد الصالح ، المرجع الديني الكبير مولانا الحاج ميرزا حسن الاحقاقي الأسكوئي قدس سره الشريف .


 رحمك الله أيها الأسوة الحسنة في العلم والعمل والفضيلة ، أيها الأب الحنون للضعفاء والفقراء والأيتام .


رحمك الله يا ناشر أحكام القرآن ، ومروج آثار وفضائل أهل بيت النبوة والايمان . أيها الراسخ الأعراق في العبادة والأخلاق . رحمك الله يا مؤلف القلوب وموجد الوحدة والاخاء وماحي التنابز بالألقاب والفرقة والعداء.