للإمام موسى الكاظم (عليه السلام) مدائح كثيرة ، إلا أن أشهرها ما مدحه به الشاعر العراقي الموصلي المخضرم عبد الباقي العمري (رحمه الله) ، لما أُهديت لضريح الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بردة من ضريح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد شرح هذه القصيدة مولانا علم الأعلام السيد النسيب ، والعلَم الفريد ، البحر المتلاطم في علوم أهل البيت (عليهم السلام) ، السيد كاظم الحسيني الرشتي أعلى الله مقامه ، ونفعنا بحبه في الدنيا والآخرة ، في شرح فريد ، ومقام عجيب ، في مقامات أهل البيت (عليهم السلام) بالمقام النوري ، كما قال الإمام علي الهادي (عليه السلام) في الزيارة الجامعة (آتاكم الله ما لم يُؤتِ أحداً من العالمين ، طأطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شيء لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم) (١) .
وافتك يا موسى بن جعفر تحفة
منها يلوح لنا الطراز الأول
رقمت على العنوان من ديباجها
ديباجة الشرف الذي لا يجهل
كم جاورت قبراً لجدّك فاكتست
مجداً له انحط السماك الأعزل
وتـقـدسـت إذ جللت جدثاً ثوى
في لحــده المدَّثِّر الـمُزَّمِّل
فاشتاق ستر العرش لو بمحلها
يوماً على تلك الحظيرة يسبل
نشرت ففاح من النبوة نشرها
ما المسك ما نفحاته ما الصندل
أُعطيت ما لم يحظَ يعقوب به
إذ جاءه بشذى القميص الشمأل
طوبي لكم من وارثين فقد غدت
آثار جدكـم إلـيـكـم تـنـقـل
شمـلـتـكـم مـعـه الـعـبـا بحياته
ومماته أستاره لك تشمل
هذا رواق مدينة العلم التي
عن بابهـا قـد ضـل مـن لا يدخل
هذا كتاب من غدا بيمينه
يعطى الـذي يـرجـو غـداً ويؤمِّل
هذا الزبور وذلك التوراة والإ
نجيل بل هذا القرآن المنزل
هـذا هـو الـتـابـوت فـيـه سكينة
وافى على أيدي الملائك يحمل
هذا هو الستر الذي كشف الغطا
عن أعين بالغين كانت تكحل
هذا الإزار يحط عن زواره
وزر به رضوى ينوء ويذبل
لمّا به ساروا وأعلام لهم
خفقت بأثواب الـجـلالـة تـرفـل
باهى الإله بهم ملائكة السما
فبدت على الزورا ضحى تتنزل
من تحت أخمص زائريه كم لها
من أجنح نشرت وطتها الأرجل
وأتوا لـبـابـك يـحـمـلـون وسيلة
المرسلون غداً بها تتوسل
نزلوا على الجرعاء من وادي طوىً
وتفرسوا بقبولهم فترجلوا
وتـقـدسـوا بـحـظـيـرة القدس التي
رجل ابن عـمـران بـها لا تـنـعــل
شاموا السني من قبتيك وعنده
وجدوا منار هدىً يشبّ ويشعل
فتهافتوا مثل الفراش وأحدقوا
فغشاهـم الـنـور الـقـديـم الأول
قد سبَّحوا لما أتوك وكبَّروا
إذ شاهدوا منك الضريح وهلَّلوا
وتزاحمــوا وتراكموا وتوسلوا
وتوقَّعوا وتخضّعوا وتذلَّلوا
جاءوك في آثار رحمة ربهم
قد توَّجوا فيها الرؤوس وكلَّلوا
فاقبل هدية أُمة الهادي التي
منك الإغاثة في الشدائد تسأل
بضجيج حضرتك الجواد محمد
وحفيدها هذا الإمام الأفضل
يا كعبة الإسلام حول ضريحكم
نسعى ونحـفـد بـل نـطـوف ونرمل
وحـيـاتـكـم مـن كنتم سؤلاً له
بممــاتــه فـي قبـره لا يُسأل
فترحَّموا يا آل بيت المصطفى
وتكرَّموا وتفضَّلوا وتقبَّلوا
صلى الإله عليكمو ما رنَّحت
ريح الصَّبا غصناً وهبَّت شمأل