من دلالات الإمام الكاظم (عليه السلام)

 من دلالات الإمام الكاظم (عليه السلام) 

عن أبي عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي ، قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن أبي عقيلة ، عن أحمد التبان قال : 

(كنت نائماً على فراشي ، فما أحسست إلا ورجل قد رفسني برجله ، 

فقال لي : يا هذا ينام شيعة آل محمد؟ 

فقمت فزعاً ، فلما رآني فزعاً ضمني إلى صدره ، فالتفتّ فإذا أنا بأبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) ، 

فقال : يا أحمد توضأ للصلاة. 

فتوضأت ، وأخذني بيدي ، فأخرجني من باب داري ، وكان باب الدار مغلقاً ، ما أدري من أين أخرجني! فإذا أنا بناقة معقلة له ، فحل عقالها وأردفني خلفه ، وسار بي غير بعيد ، فأنزلني موضعاً ، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة .


ثم قال : يا أحمد، تدري في أي موضع أنت؟ 

قلت : الله ، ورسوله ، ووليّه ، وابن رسوله أعلم. 

قال : هذا قبر جدي الحسين بن علي (عليه السلام)، 

ثم سار غير بعيد حتى أتى الكوفة ، وإن الكلاب والحرس لقيام ، ما من كلب ولا حارس يبصر شيئاً ، فأدخلني المسجد ، وإني لأعرفه وأُنكره ، فصلى بي سبع عشرة ركعة ، 

ثم قال : يا أحمد تدري أين أنت؟ 

قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله أعلم ، 

قال : هذا مسجد الكوفة ، وهذه الطست، 

ثم سار غير بعيد وأنزلني ، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة . 

ثم قال : يا أحمد ، أتدري أين أنت؟ 

قلت : الله ورسوله ، وابن رسوله أعلم . 

قال : هذا قبر جدي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، 

ثم سار بي غير بعيد، فأنزلني ، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة 

ثم قال : يا أحمد أتدري أين أنت؟ 

قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله أعلم . 

قال : هذا قبر الخليل إبراهيم . 


ثم سار بي غير بعيد ، فأدخلني مكة ، وإني لأعرف البيت ، وبئر زمزم وبيت الشراب، 

فقال لي: يا أحمد أتدري أين أنت؟ 

قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله أعلم . 

قال : هذه مكة ، وهذا البيت ، وهذه زمزم ، وهذا بيت الشراب.


ثم سار بي غير بعيد ، فأدخلني مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبره ، فصلى بي أربعاً وعشرين ركعة. 

ثم قال لي : أتدري أين أنت؟ 

قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله أعلم، 

قال : هذا مسجد جدي رسول الله وقبره .


ثم سار بي غير بعيد ، فأتى بي الشعب ، شعب أبي جبير، 

فقال : يا أحمد ، تريد أُريك من دلالات الإمام؟ قلت : نعم . 

قال : يا ليل ، أدبر . 

فأدبر الليل عنا، 

ثم قال : يا نهار ، أقبل . 

فأقبل النهار إلينا بالنور العظيم ، وبالشمس حتى رجعت بيضاء نقية ، فصلينا الزوال، 

ثم قال : يا نهار أدبر ، يا ليل أقبل . 

فأقبل علينا الليل حتى صلينا المغرب، 

قال: يا أحمد ، أرأيت؟ 

قلت : حسبي هذا يابن رسول الله .

فسار حتى أتى بي جبلاً محيطاً بالدنيا ، ما الدنيا عنده إلا مثل سكرجة(١) ، 

فقال : أتدري أين أنت؟ 

قلت: الله ، ورسوله ، وابن رسوله أعلم . 

قال : هذا جبل محيط بالدنيا .


وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، 

فقال : يا أحمد ، هؤلاء قوم موسى ، فسلم عليهم، 

فسلمت عليهم فردوا علينا السلام ، 

قلت : يابن رسول الله ، قد نعست . 

قال : تريد أن تنام على فراشك؟ 

قلت : نعم ، فركض برجله ركضة، 

ثم قال : نم. 

فإذا أنا في منزلي نائم ، وتوضأت وصليت الغداة في منزلي) (٢) .