كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) للأسد

 كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) للأسد

عن علي بن أبي حمزة البطائني ، قال : 

خرج أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في بعض الأيام من المدينة ، إلى ضيعة له خارجة عنها ، فصحبته ، وكان (عليه السلام) راكباً بغلة ، وأنا على حمار لي ، فلما صرنا في بعض الطريق اعترضنا أسد ، فأحجمت خوفاً ، وأقدم أبو الحسن (عليه السلام) غير مكترث له ، فرأيت الأسد يتذلل له ويهمهم ، فوقف له أبو الحسن (عليه السلام) كالمصغي إلى همهمته ، ووضع الأسد يده على كفل بغلته ، فدهمني من ذلك فزع وخفت خوفاً عظيماً ، ثم تنحى الأسد إلى جانب الطريق ، وحوَّل أبو الحسن (عليه السلام) وجهه إلى القبلة ، وجعل يدعو ويحرك شفتيه بما لم أفهمه ، ثم أوماً إلى الأسد باليد أن امضِ ، فهمهم الأسد همهمة طويلة ، وأبو الحسن (عليه السلام) يقول : «آمین آمین» ، حتى غاب عن أعيننا ، ومضى أبو الحسن (عليه السلام) لوجهه ، واتبعته فلما بعدنا عن الموضع لحقته ، 

وقلت : جعلت فداك ، ما شأن هذا الأسد؟ فلقد خفته والله عليك ، وعجبت من شأنه معك!


فقال له : إنه خرج إليَّ يشكو عسر الولادة على لبوته ، وسألني أن أسأل الله تعالى أن يفرِّج عنها ، ففعلت ذلك ، وأُلقي في روعي أنها تلد ذكراً فخبرته بذلك، 

فقال لي : إمض في حفظ الله ، فلا سلَّط الله عليك ، ولا على أحد من ذريتك وشيعتك ، شيئاً من السباع، 

فقلت: «آمین ، آمین») (۱) .