تفسير الآية المباركة السابعة من سورة (آل عمران)

 تفسير الآية المباركة السابعة من سورة (آل عمران)

  • قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: 

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ} (آل عمران:۷).


القراءة ومحل الوقف: نظريتان وقولان في كيفية قراءة هذه الآية المباركة ، من حيث محل الوقف فيها ، هل هو «الراسخون في العلم» ، أم لفظة «الله» قبلها؟


إنَّ رأي جمهور المفسرين يشير إلى أنَّ الصحيح في القراءة ، هو الوقف على «الراسخون في العلم» ، وهو ما نقلته الروايات المأثورة عن أهل بيت العصمة ، عليهم الصلاة والسلام ، يرويها مفسّرو الشيعة عنهم ، ومنهم الشيخ الطبرسي (١) في تفسيره «مجمع البيان» (۱).

ونذكر شطراً منها في الصفحات الآتية من الكتاب ، وكذلك قال عبد الله بن عباس (حَبْر الأمة) ، ومحمد بن جعفر بن جرير ، وأبو مسلم ، وآخرون.


والمحصل من هذا الرأي أنَّ الله ، عز وجل ، لم يتفرد في علمه بتأويل المتشابهات القرآنية - وهي كثيرة - بل أشـرك «الراسخون في العلم» ، وأعطاهم علم تأويل تلك الآيات.


والرأي الآخر ، ما نقل عن عائشة ، وتبعها عليه البعض: أنَّ الوقف على لفظة «الله» ، ويتحصل منه: أنْ لا أحد غير الله ، عز وجل ، يعلم تأويل الآيات المتشابهة الكثيرة في القرآن ، والتي هي أكثر من المحكمات ، وحتى «الراسخون في العلم» ، وهم عاجزون عن فهم تأويل تلك الآيات!!


ولنا مناقشة لهذا الرأي بالأدلة العلمية والعقلية ، نذكرها هنا ، بالإضافة إلى أنَّ هذا الرأي مرفوض أساساً ، لمخالفته مع تفسير أهل البيت (ع) ، الذين هم أدرى بما فيه ، فنقول: