إقامة الإمام علي الرضا (عليه السلام) بصريا

 إقامة الإمام علي الرضا (عليه السلام) بصريا

ففي يوم من الأيام دخل عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، على الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بصريا ، عليه دين كما يروي ابن شهر آشوب وصاحب مدينة المعاجز ، فقال عبد الله بن إبراهيم الغفاري : 

إنه ألح عليَّ غريم لي وآذاني ، فلما مضى عني مررت من وجهي إلى صريا ، ليكلمه أبو الحسن (عليه السلام) في أمري ، فدخلت عليه فإذا المائدة بين يديه ، فقال لي : 

(كل ، فأكلت ، فلما رفعت المائدة أقبل يحادثني ، ثم قال ارفع ما تحت ذلك المصلى ، فإذا هي ثلاثمائة دينار وتزيد ، فإذا فيها دينار مكتوب عليه ثابت فيه : 

«لا إلٓه إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته» من جانب ، وفي الجانب الآخر : 

«إنَّا لم ننسك ، فخذ هذه الدنانير ، فاقضِ بها دَينك وأنفق ما بقي على عيالك») (۲) .


وروى المجلسي في البحار وغيره عن البزنطي في قرب الإسناد : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : 

(بعث إلي الرضا (عليه السلام) بحمار له ، فجئت إلى صريا فمكثت عامة الليل معه ، ثم أُتيت بعشاء، 

ثم قال : افرشوا له ، 

ثم أُتيت بوسادة طبرية ومرادع وكساء قياصري وملحفة مروي، فلما أصبت من العشاء 

قال لي : ما تريد أن تنام؟ 

قلت : بلى جعلت فداك فطرح علي الملحفة أو الكساء، 

ثم قال : بيَّتك الله في عافية 

وكنا على سطح ، فلما نزل من عندي قلت في نفسي : 

قد نلت من هذا الرجل كرامة ما نالها أحد قط ، فإذا هاتف يهتف بي : 

يا أحمد - ولم أعرف الصوت ـ حتى جاءني مولىً له، 

فقال : أجب مولاي، 

فنزلت فإذا هو مقبل إلي، 

فقال : كفَّك! 

فناولته كفّي فعصرها ، ثم قال : 

إن أمير المؤمنين صلى الله عليه أتى صعصعة بن صوحان عائداً له ، فلما أراد أن يقوم من عنده ، قال: 

يا صعصعة بن صوحان لا تفتخر بعيادتي إياك ، وانظر لنفسك فكأن الأمر قد وصل إليك ، ولا يلهينك الأمل أستودعك الله ، وأقرأ عليك السلام كثيراً) (۱) .