قال ابن شهر آشوب ، صريا : هي قرية أسسها موسى بن جعفر (عليه السلام) ، على ثلاثة أميال من المدينة (۱) .
فهذه القرية تعدّ منطقة منعزلة ، آمنة من اعتداءات الدولة العباسية ، فيها جميع ما يحتاج إليه من المؤونة والسكن ، والأمان للعلويين خاصة ، وللشيعة عامة ، لذا سكن فيها الإمامان الرضا والجواد (عليهما السلام) ، وكذا ولد فيها الإمام الهادي (عليه السلام) ، فقصة شطيطة المتقدمة أن الإمام الكاظم (عليه السلام) أعطاها من زرع قرية صريا ، كما في الثاقب في المناقب قال الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) لأبي جعفر محمد بن إبراهيم النيسابوري :
(اقرأ عليها السلام كثيراً ، وقل لها : قد جعلت شقَّتك في أكفاني ، وبعثت إليك بهذه من أكفاننا ، من قطن قريتنا صريا ، قرية فاطمة (عليها السلام) ، وبذر قطن كانت تزرعه بيدها الشريفة لأكفان ولدها ، وغزل أختي حكيمة بنت أبي عبدالله (عليه السلام) وقصارة يده لكفنه ، فاجعليها في كفنك) (۱)
فما أعجب هذه الواقعة!! وما أعجب هذه المرأة العظيمة!! العلماء الفحول والمراجع العظام كلهم يتمنون ما لشطيطة من الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام).