الحسين ابن الإمام الكاظم (عليه السلام)

 الحسين ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) 

ذكر الشيخ محمد باقر المجلسي أن الحسين ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) يلقب بالسيد علاء الدين ، وقبره أيضاً في شيراز معروف ، ذکره شیخ الإسلام شهاب الدين ، أبو الخير حمزة بن حسن بن مودود ، حفيد الخواجه عز الدين مودود بن محمد بن معين الدين محمود المشهور بزركوش الشيرازي ، المنسوب من طرف الأم إلى أبي المعالي مظفر الدين محمد بن روزبهان ، وتوفي في حدود سنة ۸۰۰ ذكره المؤرخ الفارسي في تاريخه المعروف بشیر از نامه .


وملخص ما ذكره أن قتلغ خان كان والياً على شيراز ، وكان له حديقة في مكان حيث هو مرقد السيد المذكور ، وكان بواب تلك الحديقة رجلاً من أهل الدين والمروة ، وكان يرى في ليالي الجمعة نوراً يسطع من مرتفع في تلك الحديقة ، فأبدى حقيقة الحال إلى الأمير قتلغ ، وبعد مشاهدته لما كان يشاهده البواب ، وزيادة تجسسه وكشفه عن ذلك المكان ، ظهر له قبر ، وفيه جسد عظيم ، في كمال العظمة والجلال ، والطراوة والجمال ، بيده مصحف ، وبالأُخرى سيف مصلت ، فبالعاملات والقرائن ، علموا أنه قبر حسین بن موسى ، فبنى له قبة ورواقاً . 


الظاهر أن قتلغ خان هذا ، غير الذي حارب أخاه السيد أحمد ، ويمكن أن تكون الحديقة باسمه ، والوالي الذي أمر ببناء مشهده غيره . 


فإن قتلغ خان لقب جماعة ، كأبي بكر بن سعد الزنكي واحد أتابكية آذربيجان ، بل هم من الدول الإسلامية كرسي ملكها كرمان ، عدد ملوكها ثمانية ، نشأت سنة ٦١٩ ، وانقضت سنة ۷۰۳ ، إذ من المعلوم أن ظهور مرقده كان بعد وفاته بسنين .


وكتب بعضهم أن السيد علاء الدين حسين ، كان ذاهباً إلى تلك الحديقة ، فعرفوه أنه من بني هاشم ، فقتلوه في تلك الحديقة ، وبعد مضيّ مدة ، وزوال آثار الحديقة ، بحيث لم يبقَ منها إلا ربوة مرتفعة ، عرفوا قبره بالعلامات المذكورة ، وكان ذلك في دور الدولة الصفوية ، وجاء رجل من المدينة يقال له ميرزا علي ، وسكن شيراز ، وكان مثرياً ، فبنى عليه قبة عالية ، وأوقف عليه أملاكاً وبساتين . 

ولما توفي دفن بجنب البقعة ، وتولية الأوقاف كانت بيد ولده ميرزا نظام الملك ، أحد وزراء تلك الدولة ، ومن بعده إلى أحفاده ، والسلطان خليل الذي كان حاكماً في شيراز ، من قِبل الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي ، رمت البقعة المذكورة وزاد على عمارتها السابقة في سنة ٨١٠ (١) .