يزيد بن معاوية يبيح المدينة المنورة لجيشه

يزيد بن معاوية يبيح المدينة المنورة لجيشه

سنة ثلاث وستين للهجرة ، أباح يزيد بن معاوية المدينة المنورة لجيشه ثلاثة أيام ؛ ذكر ابن الجوزي عن المدائني ، عن أبي قرة ، قال : 

قال هشام بن حسان [١] : ولدت ألف امرأة بعد الحرة من غير زوج ، 

ثم دعا مسلم (٢) بالناس إلى البيعة ليزيد ، وقال : بايعوا على أنكم خول له ، وأموالكم له ، 

فقال يزيد بن عبد الله بن ربيعة : نبايع على كتاب الله ، فأمر به فضربت عنقه ، 

وبدأ بعمرو بن عثمان ، فقال : هذا الخبيث ابن الطيب فأمر به فنتفت لحيته (۳) .


قال ابن عساكر : فزعم المغيرة أنه افتض ألف عذراء (٤) فالمغيرة قد يكون لم يفتض ذلك العدد ولكن قاله تبجحاً واستهتاراً ، حتى افتضت الأبكار ، ونهبت الأموال ، وقتل جمع كثير من الصحابة والتابعين من مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلم يسلم من أهل المدينة إلا بيت الإمام عليّ بن الحسين (؏) ، فخاف مروان بن الحكم على أهله فلجأ إلى بيت الإمام علي بن الحسين (؏) ، ومروان بن الحكم معروف بـعـدائـه لأهـل البيت (؏) ، وهو وأبوه طريدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومع ذلك لم يفعل الإمام بهم ، ما فعل بنو العباس ببني أمية ، كما ذكر المؤرخون . 


قال ابن الأثير في الكامل : لمَّا سيَّر يزيد مسلم بن عقبة 

قال : فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثاً ، بما فيها من مال أو دابة أو سلاح فهو للجند ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيراً ، فإنه لم يدخل مع الناس . 


وقد كان مروان بن الحكم ، كلم ابن عمر لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أمية ، في أن يغيِّب أهله عنده ، فلم يفعل ، فكلم علي بن الحسين 

وقال : إن لي رحماً وحرمي تكون مع حرمك ، 

فقال : افعل فبعث بامرأته ، وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان وحرمه إلى علي بن الحسين ، فخرج علي بحرمه وحرم مروان إلى ينبع ،

وقيل : بل أرسل حرم مروان وأرسل معهم ابنه عبد الله إلى الطائف (۱) هكذا أخلاق أهل البيت (؏) مع محبيهم وأعدائهم .