ثم تطاول الظلم على ذرية أهل البيت (؏) من بني العباس ، فهم بين مقتول ، ومسجون ، ومن بني عليه في الأسطوانات ، كما يذكر أكثر المؤرخين من العامة والخاصة .
ذكر اليعقوبي في تاريخه في تتبع المنصور الداونيقي لمحمد بن عبد الله بن حسن ابن الإمام الحسن بن علي أمير المؤمنين (؏) قال :
حج أبو جعفر سنة ١٤٠ لينظر ما زيد في المسجد الحرام ، وقد كان بلغه أن محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن تحرك ، فلما قدم المدينة طلبه ، فلم يظفر به ، فأخذ عبد الله بن حسن بن حسن وجماعة من أهل بيته ، فأوثقهم في الحديد ، وحملهم على الإبل بغير وطاء ،
وقال لعبد الله : دلني على ابنك ، وإلا والله قتلتك .
فقال عبد الله : والله لامتحنت بأشد مما امتحن الله به خليله إبراهيم ، وإن بليتي لأعظم من بليته ، لأن الله عز وجل أمره أن يذبح ابنه ، وكان ذلك لله عز وجل طاعة .
فقال : إن هذا لهو البلاء العظيم ، وأنت تريد مني أن أدلك على ابني لتقتله ، وقتله لله سخط .
فقال أبو جعفر : يابن اللخناء !
فقال : وإنك لتقول هذا ؟ ليت شعري أيُّ الفواطم لخنت يابن سلامة ؟ أفاطمة بنت الحسين ، أم فاطمة بنت رسول الله، أم جدتي فاطمة بنت أسد بن هاشم جدة أبي ، أم فاطمة ابنة عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم جدة جدتي ؟
قال : ولا واحدة من هؤلاء ، وحمله (۱) .