الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

المرجع الديني الكبير الإمام المصلح العبد الصالح 

الحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره


الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمدٍ وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين . 


إن ارشاد الضال من أشرف واجبات الإنسانية . 


{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} .


يقوم عدد من الأخيار والمحسنين المسلمين بدور الحفاظ على النظام والأمن العام بدلاً من الشرطة ، وهم لا يتقاضون راتباً أو أجراً على قيامهم بهذا الواجب .


إنهم يرشدون الناس إلى الطريق الصحيح ، ويمنعونهم من السير في طرق الشقاء ، وينقذون المجتمع من النكبات العديدة بشتى الوسائل ، آملين في جرّهم نحو السعادة والرقي ، ورأس مالهم في ذلك كله هو الإيمان بالله واليوم الآخر فقط .


إن القرآن الكريم يمدح الأمة الإسلامية في الآية المارة الذكر لهاتين الخصلتين .


فيجب على جميع أفراد الأمة الإسلامية أن يأمر بعضهم بعضاً بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، مع مراعاة الشروط التي أهمها أن يكون الأمر بالمعروف عاملاً به ، والناهي عن المنكر مرتدعاً عنه فإن الله تعالى يقول في كتابه المجيد مهدداً :

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} .


إن السبب الرئيسي لعدم تأثير مواعظ كثير من الخطباء والوعاظ في الجماهير هو عدم رعايتهم لهذا الشرط ، بل إن هذا الفساد الشامل والحركة التشكيكية في العقائد وأصول الإيمان ، التي تسيطر على المجتمع الإنساني مرده إلى الوعاظ الذين لا تتفق أفعالهم مع أقوالهم .


والشرط الآخر هو العلم بموارد المعروف والمنكر ، وإلا فعلى الشخص أن يمتنع عن أداء هذه المهمة الرسالية .


فقد يقدم الجاهل على الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ... أو يكون المجلس غير مستعد للتقبل غير مؤهل للصلاح ، فلا يلقى التأثير المطلوب ، بل قد يثمر ضرراً بدلاً من النفع والفائدة . 


لا تنه عن خلق وتأتي مثله 

عار عليك إذا فعلت ، عظيم

ابدأ بنفسك فأنهها عن غيها

فإذا انتهت عنه فأنت حكيم


ولا ننسى دور الخطباء الرساليين والمتعظين ، الذين يرتفع مستواهم العلمي إلى درجة جيدة ، وتتطابق أفعالهم مع أقوالهم أيضاً .


وفق الله الجميع للعلم والعمل الصالح . 

من كتاب رسالة الإنسانية 

للإمام المصلح العبد الصالح ميرزا حسن الحائري الإحقاقي