إنما المؤمنون إخوة

المرجع الديني الكبير الإمام المصلح العبد الصالح 

الحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره


إنما المؤمنون إخوة


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى يوم الدين آمين رب العالمين . 

(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)


بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمساواة في الحقوق بين جميع الخلق والأخوة بين جميع المؤمنون {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وبالعفو العام عمن دخل في الإسلام (الإسلام يجب ما قبله) وسن شريعة باهرة وقانوناً عادلاً فكان هذا القانون جامعاً لجميع ما يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم فكان عبادياً اجتماعياً سياسياً أخلاقياً اقتصادياً ، لا يشذ عن شئ مما يمكن وقوعه في الكون ويحتاج إليه بنو آدم ، فما من واقعة تقع ولا حادثه تحدث إلا ولها في الشريعة الإسلامية أصل مُسَلم عند المسلمين ترجع إليه ، وهذا مما أمتازت به الشريعة الإسلامية ذلك لأنها خاتمة الشرائع وباقية إلى انقراض عمر الدنيا ، وآخى الإسلام بين كافة أهله فآخى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولاً بين المهاجرين ثم بين المهاجرين والأنصار لإنحصار المسلمين فيهم يومئذ وأراد (صلى الله عليه وآله وسلم) بناء الإسلام على أساس ثابت وطيد ، وهو تأليف القلوب ورفع الشحناء من النفوس والتناصر والتعاون ، لأن ذلك هو السبب الوحيد في نجاح الأعمال ورقي الأمم . 


وأعلن لله تعالى في كتابه العزيز المؤاخاة بين عموم أهل الإسلام شريفهم ووضيعهم رجالهم ونسائهم فقال : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} 


وبهذه الأخوة وعلى أساسها المتين والمحافظة عليها قام الإسلام وظهر وأنتشر ، وبالتهاون بها ضعف وتقهقر وأردف قوله هذا بقوله : {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} 


فجعل الإصلاح من مقتضى تلك الأخوة وموجبها وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)

فأنظر بعين عقلك كم في هذه الأخوة من منافع وفوائد ومصالح عامة سياسية واجتماعية وأخلاقية ، وكم فيها من تأليف للقلوب وحفظ للنظام الاجتماعي وحرص على هناء العيش وسعادة البشر وهذه هي الأخوة الصحيحة الشريفة النافعة التي تفوق كل ما يسمى بالأخوة وتغني عنه .