خطبة الحكيم الإلهي الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي
٢٠ جمادي الآخر ١٤٤٥هـ
مولد الصديقة فاطمة الزهراء (ع)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين عليهم السلام .
بداية أتقدم بأسمى التهاني والتبريكات لمقام مولانا قطب دائرة الإمكان والأكوان صاحب العصر والزمان ناموس الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي المنتظر أرواحنا فداه ، وإليكم يا شيعة أمير المؤمنين عليه السلام بمناسبة ولادة مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حق إبنته الصديقة فاطمة الزهراء (ع) :
«وهي قلبي وروحي التي بين جنبيّ» ، الروح هي علة الحركة والشعور ، ولولاها لما كان للجسد شعور وإرادة بل ولا تحقق ، كما في للحديث القدسي :
«يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما» ،
لأن كلمات المعصومين (ع) تقع على الحقيقة لا المجاز ، وهذا يعني أن الصديقة فاطمة الزهراء (ع) هي قطب ومركز العلة التي بها وُجِد ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ،
وحديث الكساء خير دليل على عِليَّة الصديقة فاطمة الزهراء ومركزيتها عليها السلام لعالم الإمكان والتكوين في الغيب والشهادة ، حيث قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله :
«اللهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتِي وَخاصَّتِي وَحامَّتِي لَحمُهُم لَحمِي وَدَمُهُم دَمِي يُؤلِمُنِي ما يُؤلِمُهُم وَيَحزُنُنِي ما يَحزُنُهُم ، أنا حَربٌ لِمَن حارَبَهُم وَسِلمٌ لِمَن سالَمَهُم وَعَدُوُّ لِمَن عاداهُم وَمُحِبٌّ لِمَن أحَبَّهُم ، إنَّهُم مِنِّي وَأنا مِنهُم فَاجعَل صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَرَحمَتَكَ وَغُفرانَكَ وَرِضوانَكَ عَلَيَّ وَعَلَيهِم ، وَأذهِب عَنهُم الرِّجسَ وَطَهِّرهُم تَطهِيراً .
فَقالَ الله عَزَّ وَجَلَّ : يا مَلائِكَتِي وَيا سُكَّانَ سَماواتِي ، إنِّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنِيَّةً وَلا أرضاً مَدحِيَّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً وَلا شَمساً مُضِيئَةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ وَلا بَحراً يَجرِي وَلا فُلكاً يَسرِي إلاّ فِي مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذِينَ هُم تَحتَ الكِساءِ.
فَقالَ الأمِينُ جبرائِيلُ : يا رَبِّ وَمَن تَحتَ الكِساءِ ،
فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ : هُم أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ ، هُم فاطِمَةُ وَأبُوها وَبَعلُها وَبَنُوها» .
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .