خطبة الحكيم الإلهي الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي
٢٣ شوال ١٤٢٦هـ
الجهاد في سبيل أهل البيت (ع)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
السَّلامُ عَلَيكُمْ يا أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَوضِعَ الرِّسالَةِ وَمُختَلَفَ المَلائِكَةِ وَمَهبِطَ الوَحي وَمَعدِنَ الرَّحمَةِ وَخُزَّانَ العِلمِ وَمُنتَهى الحِلمِ وَأُصُولَ الكَرَمِ وَقادَةَ الاُمَمِ وَأولياءِ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الأبرارِ وَدَعائِمَ الأخيارِ وَساسَةَ العِبادِ وَأركانَ البِلادِ وَأبوابَ الإيمانِ وَاُمَناءَ الرَّحمنِ وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ وَصَفوَةَ المُرسَلِينَ وَعِترَةَ خِيرَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
وصلى الله على خير بريته في العالمين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ} .
نرفع أحر التعازي القلبية إلى مقام صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن العسكري (عج) بمصاب إستشهاد الإمام السادس رئيس المذهب الجعفري جعفر بن محمد الصادق (ع) ، عظم الله لكم الأجر وأحسن الله لكم العزاء .
أيها المكرمون والمكرمات ، إخواني الأعزاء القادمون من الأحساء أرض الولاء والإيمان ، مشايخنا العظام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مروي عن المعصوم في تفسير الآية المباركة {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ} أي دينه ورسوله ،
وفي هذه الآية المباركة الله تبارك وتعالى يشجع المؤمنين على الجهاد ، لأن الجهاد من أبرز علامات الإيمان ، الجهاد أعظمه جهاد الرجل نفسه عن معاصي الله ، وبعد مجاهدة العدو فهي فرض على جميع الأمه ،
طوبى لكم يا أهل الوفاء ، طوبى لكم يا أهل الإيمان لأنكم نصرتم الإسلام ورسوله وآل بيته ومنهجهم بالمجاهدة ، لا يخفى على الجميع بأن جماعتنا أتعبوا أنفسهم وجاهدوا في سبيل أهل البيت عليهم السلام ، ودافعوا عن المظلومين ، سيما شيخنا الأوحد ، وسيدنا الأمجد ، وميرزا حسن الگوهر ، بأموالهم وأولادهم وأنفسهم .
وقد ورد عن مرجعنا الراحل الإمام المصلح والعبد الصالح الحاج الميرزا حسن الحائري الإحقاقي : [نحن بحمد الله قد دافعنا عن هذا المظلوم قربة إلى الله] ، هو كان يأكد بأن أعمالنا تجب أن تكون قربة إلى الله في كل الأحيان ، وأداء لوظيفتنا الإيمانية ، ونجحنا في دفاعنا في دنيانا وأخرانا ، وإثر هذا الدفاع العظيم قربة إلى الله قد إزدهرت علوم مشايخنا العظام في زمن مرجعنا الراحل والدي المجاهد المظلوم آية الله الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي ، بمجاهدة أبناء في هذه المدرسة ، في هذا الجامع المبارك وفي هذا المكان الطيب الطاهر والمقدس .
أنا أقدر الجماعة كلهم بأحسن تقدير ، وأشكرهم جزيل الشكر ، لا أنسى إستشهاد الكوكبة الطيبة من أبنائنا الشهداء الأبرار ، هم بذلوا حياتهم الطيبة وماتوا على محمد وال محمد ، وهنيئا لهم بهذه الشهادة .
من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ، اليوم يجب عليّ أن أشكر مشايخنا العظام ، وكلائنا المحترمين في الكويت والأحساء والدمام وسائر المناطق ، الذين ما قصروا في خدماتهم الدينية الفخمة ، وهم يقومون في وكالاتهم الشرعية عنا وزاد الله في توفيقاتهم .
لا أنسى خدمات أبناء مجلة الفجر الصادق ، الذين بذلوا كل وجودهم قربة إلى الله ، لإعلاء كلمة الحق وإبراز الراية الولاية العلوية ،
أتقدم بالشكر لعلمائنا المدرسين ، والعالمات المدرسات العاملات في حوزة النورين النيرين أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام وفي سائر حلقات الدينية المباركة ،
وأيضا أشكر بل نشكر جميعاً إخواني الأعزاء المحترمين العاملين في هيئة المساجد والخدمات العامة في جامع الامام الصادق (ع) ، الذين ما قصروا في خدماتهم الدينية الشامخه ، كثر الله أمثالهم وتقبل الله أعمالهم جميعا بأحسن القبول .
ما أحلى الأيام التي قضيناها طوال الأسبوع الماضي في حسينياتنا العامرة ، التي أصحابها مستعدون للعمل ، ومشاريعهم الطيبة ملأت العالم من الشرق إلى الغرب ، أهنئكم بهذه الجماعة النشطة .
وفي الختام أقول لكم يا أهل التقوى ، يا أهل المعرفة ، يا أهل الولاية ، الآن الراية الولائية العلوية الحيدرية الأوحدية في أيديكم ، وإن شاء الله تصلون بيد المولى صاحب العصر والزمان .
يا من قربت نصرته من المظلومين ، ويا من بعد عونه عن الظالمين ، إن مطلع الشمس العظمى سوف يبدأ ، وإن مشرق النور الإلهي سيغمر هذه الأرض ، وعندئذٍ تغمر البهجة مساكن الفقراء ، ومواطن المحرومين ، ويومئذٍ يفرح المؤمنين بنصر الله إن شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .