مولد أبطال كربلاء وميرزا علي الإحقاقي ق س



خطبة الحكيم الإلهي الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي 

 ٨ شعبان ١٤٢٨هـ


مولد أبطال كربلاء 

وميرزا علي الإحقاقي ق س


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا البشير النذير والسراج المنير أبي القاسم محمد  وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين ، واللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم وغاصبي حقوقهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين أبد الآبدين آمين يا رب العالمين .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم : 

{فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً} 


{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}


{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ} .


أيها المكرمون ، وأيتها المكرمات ، علماؤنا الأعزاء ، ضيوفنا المحترمون ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


نحن نعيش في شعبان المعظم الذي يتعلق بالرسول الأكرم ، نعيش في أيامه ولياليه المباركة ، الأعياد الشعبانية ، أيام النور التي ولد فيها عددٌ من أحسن الأخيار وأجمل خلق الله ، ولادة [سيد] شباب أهل الجنة ، ثار الله وابن ثاره ، محيي الدين بعد النبي الأكرم ، محيي الشجاعة والإيثار والرجولية ، ومحيي أحسن الخصائص الإنسانية ، إمامنا المظلوم سيد الشهداء الحسين ابن علي عليه السلام .


وولادة أخيه وحامل لوائه في أرض كربلاء ، محل الوفاء والحياء ، ومظهر الشجاعة الحيدرية ، أبي الفضل العباس سلام الله عليه . 


وإمامنا الرابع زين العابدين وسيد الساجدين علي ابن الحسين عليه السلام ، نأمل المؤمنين ليستفيدوا من أدعية الصحيفة السجادية التي من أغلا التراث الإنساني و بعد القرآن الكريم تاليةٌ لنهج البلاغة في العقائد والأخلاق الإنسانية ، نأمل المؤمنين ليستفيدوا من أدعية هذه الصحيفة في هذه الليالي ، لأجل صفاء قلوبهم حتى بقلوب صافية نستقبل شهر رمضان المبارك ، لأن الدعاء مخ العبادة ، والعبادة تصفي القلوب .


و ولادة علي الأكبر ، الذي أشبه الناس خَلقاً خُلقاً ومنطقاً وأيضاً كرامةً لرسول الله . 


نحن نعيش في منتصف شعبان ، ولادة مولانا ومقتدانا ، نور الأنوار ، ناموس الدهر ، الإمام المنتظر الغائب الحجة ابن الحسن العسكري (ع ج) ، روحي وأرواحنا له الفداء ، وصادف افتتاح مسجد الصحاف هذه الأيام النورانية التي يتوجه إمامنا صاحب العصر على المسلمين عموماً وعلى شيعته خصوصاً ، يجب علينا أن نهيئ نفوسنا بهذا التوجه والعناية ، هو ليس غائباً بل هو حاضرٌ وناظرٌ علينا ، يفرح قلبه بأعمالنا الصالحة ، ويحزن قلبه لا سمح الله بمعاصينا .


إذا ندقق في الآيات القرآنية ، ندرك أن الله تبارك وتعالى يميز الإنسان على غيره بثلاث صفات مميزة : 

المجاهدة ، والعلم ، والتقوى . 


الآيات الثلاثة التي قرأت في أول خطابي من قبيل هذه الآيات الكريمة : 

{فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً} 

{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}

{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ}


 على هذا من جمع هذه الصفات الثلاثة في نفسهِ يتقدم من السائرين في الإنسانية درجةً ، المؤمن الذي يريد أن يلفت نظر الإمام إلى جانبه يجب عليه أن يلتفت إلى هذه الصفات الثلاث .


بعبارة أخرى الشيعي الكامل ، لابد أن يجمع هذه الخصائص في نفسه ، حتى يسلك في طريق إمام عصره ، هذا لا يمكن إلا بسلاح التقوى ، والعلم ، والجهد ، عندما زين المؤمن نفسه بهذه الصفات الثلاثة ، بالتالي ينظر الإمام إليه ويعمل المؤمن أعمالاً صالحة ، التي بواسطتها الله تبارك وتعالى يرضى عنه . 


في يوم الخامس عشر من شهر شعبان سنة ١٣٦٧ بعد الهجرة ، قبل واحد وستين سنة تقريباً ، رجل شجاع ، وعالمٌ عامل ، عمي الأكبر الميرزا علي الحائري الإحقاقي ، قرن الفضيلة بالشجاعة وجمع هذه الصفات الثلاثة في نفسه ، وذكر بلسانه النداء الملكوتي ، أعني (أشهد أن علي ولي الله) ، في الأذان ولأول مرة ، فملأ فضاء الكويت المحبوب ، بنور وبعطر الولاية العلوية الحيدرية ، ثم انتشرت هذه السنة الحسنة في بقية مساجد المسلمين الشيعة في الكويت العزيز ، وأصبح عمي الجليل بهذا العمل الشجاع الذي أدخل السرور على قلوب المسلمين الشيعة في العالم ، مصداقاً للحديث النبوي الشريف : «من سن سنةً حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» . 


ومن حُسن الصدف ، وبركات صاحب الولاية الكلية الإلهية ، وجلالة الشهادة الثالثة ، أصبحت هذه المأذنة موضعاً ومحلاً لإستجابة الدعاء ، وقضاء حوائج الناس ، وإن شاءالله سيستمر إلى ظهور مولانا صاحب العصر والزمان . 


في الواقع علماؤنا كلهم سلكوا طريق مرشدهم الكبير ، أعني شيخنا الأوحد ، أحمد ابن زين الدين الأحسائي (ق س) ، الذي قد جمع العلم والتقوى والمجاهدة في نفسه ، ولا يوجد له مثيلٌ في تحمل أسرار أئمتنا المعصومين في زمانه إلى زماننا هذا ، خصوصاً في بيان عقائده الحكمية التي أخذها من آثار أهل البيت ، عندما يقول في شرح الفوائد : 

(وأنا لمّا لم أسلك طريقهم ، وأخذت تحقيقات ما علمت عن أئمة الهدى عليهم السلام ، لم يتطرق على كلماتي الخطأ ، لأني ما أثبت في كتبي فهو عنهم ، وهم معصومون عن الخطأ والغفلة والزلل ، من أخذ منهم لا يخطأ من حيث هو تابع)


وهو تعبير قوله تعالى : {سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ} .


 نفعنا الله تبارك وتعالى بأنوار علومه في الدنيا ورزقنا مصاحبته وشفاعته في الآخرة.


وأيضاً أشكر شكراً جزيلاً وأُقدر المؤمنين الذين بادروا بإعادة بناء مسجد الصحاف من الأساس على نحوٍ جميل يقل نظيره ، لتكون كما في السابق مركزاً للتطبيق الديني وإن شاء الله سيقام الشعائر الدينية في هذا المسجد المبارك مرة أخرى ، ويكون محلاً لتعليم شبابنا ولنشر فضائل أهل البيت  ومناقبهم .


نطلب من الله تبارك وتعالى أن يوفقنا بأن نكون في سبيل الحق والولاية ، وأن يجعلنا من المجاهدين تحت راية مولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان في حال غيبته وظهوره وحضوره سلام الله عليه وعلى آبائه المكرمين .


اللهم صلِّ على محمد وآله وأحملني بكرمك على التفضل ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق فما أنا بأول راغب رغب إليك فأعطيته وهو يستحق المنع ولا بأول سائلاً سألك فأفضلت عليه وهو يستوجب الحرمان ، فضلك آنسني وإحسانك دلني فأسألك بك وبمحمد وآله صلواتك عليهم ألا تردني خائباً.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.