الأعمال الخيرية



خطبة الحكيم الإلهي الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي 

 شوال ١٤١٩هـ


الأعمال الخيرية


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


 الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد  الأنبياء والمرسلين وخاتم السفراء و النبيين  حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، ولعنة الله على أعدائهم   أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين أبد الآبدين  آمين يا رب العالمين .


 وبعد يسرني سفري هذا لعاصمة مرجعيتنا ، يعني الكويت العزيزة التي إستأهلت أن تكون مركزاً ومقراً لأحد نواب مولانا ومولى الكونين قطب الإمكان ونقطة دائرة الكون و المكان إمامنا صاحب العصر و الزمان ، عليه آلاف التحية والسلام عجل الله تعالى فرجه الشريف . 


أعني جدي المعظم الإمام المصلح و الصالح الحاج الميرزا حسن الإحقاقي روحي و أرواحنا فداه ، وكذلك محلاً لجامعةٍ دينيةٍ علويةٍ مهدويةٍ أوحدية ، لنشر معارف أهل البيت و تراثهم العلمية في مختلف العلوم سيما في طبقاتها العليا بقيادة فقيه العلماء وحكيم الفقهاء الجامع للعلوم القديمة والحديثة آية الله المعظم المجتهد المجاهد الحاج الميرزا عبدالرسول الإحقاقي ، أدام الله ظله العالي .


وكان من الحقيق أن تؤسس هذه الجامعة المباركة وهذه الحوزة النورية لمعارف أهل البيت (ع) قبل سنينٍ متمادية حتى تكون معهداً لطلبة العلم و الحاملين لتراث علمائنا العظام ومشائخنا الكرام ، سيما شيخنا الأوحد الشيخ أحمد ابن زين الدين الإحسائي أعلى الله مقامه ، الذي كان كنزاً غنياً من معارف حكمة الله ومخازن علم الله وجامعاً مجمعاً من ما وصل إلينا من علوم الثقلين ، ولكن من باب الأمور مرهونةٌ بأوقاتها ، كان في إرادة الله جل جلاله ، أن تؤسس هذه الحوزة المباركة في زماننا هذا بمجاهدات خادم الشريعة الغراء والدي المعظم وفي زمان مرجعية جدي الصالح المصلح و الحمدلله رب العالمين ، فبارك الله لكم أيها المؤمنون والمؤمنات بهذه النعمة العظيمة ، يعني إفتتاح باب العلم و الحكمة بعد إنسداده بزمن طويل .


وكذلك يسرني زيارتي للفضلاء وأهل الثقافة و الدراسة والمؤمنين في هذه البلدة الكريمة ، يسرني زيارتي لجامع الإمام الصادق (ع) ، وإجتماع المؤمنين و المؤمنات في هذا المعبد العظيم لأداء فرائض الصلوات ، ويسرني بهجة النور و الإيمان المشرقة للحسينية الجعفرية المباركة ، وسائر الحسينيات العامرة في بلدنا هذا ، ويسرني هذه الوجوه المليئة بنور الإيمان التي تتلألأ أمامي من المؤمنين الحاضرين في مجلسنا هذا .


و أسأل الله تبارك و تعالى طول العمر لجدي المرجع الإمام المصلح و والدي المجتهد و المجاهد ولكم أيها المؤمنون و المؤمنات مع العمل و الجهاد المستمر تحت راية مولانا صاحب العصر و الزمان سلام الله عليه روحي و أرواحنا فداه ، وكذلك لجميع العلماء وخدمة الدين في أنحاء العالم ، الباذلين جهدهم لإعتلاء راية الوحدة و التوحيد ، ونحن معهم قلباً وعملاً وقولاً في جميع ما ينفع الدين والمؤمنين ، والوحدة الإمامية الإسلامية . 


وأبشركم بأننا ولله الحمد ، إننا في بلادنا بعض النشاطات الدينية و العلمية من آذربيجان إلى طهران و مشهد المقدس ، و علمائنا و فضلائنا كلٌ في محله يعمل في واجبه ، إلا أنه بعد أن هاجر والدي المعظم من إيران إلى الكويت العزيزة ، قلَّ بعض أعمالنا و نسأل من الله الكريم له في أعماله و في كل مكان وعلى كل حال الفوز و النجاح ، ولنا ولكم جميعاً التوفيق والسداد مع سلامة مولانا المرجع الكريم أطال الله في عمره الشريف .


وفي الختام أشكركم أيها الكرماء من إستقبالكم و إحترامكم و محبتكم وإعتنائكم بالنسبة إلى الحقير خادم العلم و العقيدة ، وأجركم على الله العلي القدير ، وصلَّ الله على محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين ، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .