خطبة الحكيم الإلهي الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي
٦ شوال ١٣٢٥هـ
سنوية الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي (ق س)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا البشير النذير والسراج المنير أبي القاسم محمد ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، ولعنة الله على أعدائهم وغاصبي حقوقهم ومنكري فضائلهم أجمعين إلى قيام يوم الدين آمين يا رب العالمين .
إخواني المؤمنين ، و أخواتي المؤمنات ، علمائنا الأعزاء ومشائخنا العظام ، يا أصحاب عمي المعظم آية الله المعظم الميرزا علي الحائري الإحقاقي ، يا أصحاب جدي المقدس الإمام المصلح و العبد الصالح الميرزا حسن الحائري الإحقاقي ، يا أصحاب والدي المعظم آية الله المجاهد الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي ، قدس سرهم الشريف ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تقبل الله أعمالكم في شهر رمضان المبارك ، مرَّت علينا الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الديني المظلوم ، والدي ووالدكم ، ووالد من كان في قلبه محبة أهل البيت (ع) ، فإن غاب جسده الشريف ، فإن روحه الطاهرة وعلمه العظيم نورٌ نهتدي به دائماً و أبداً إلى يوم الدين ، وإن ليس في جوارنا ولكن مآثره عندنا من الكتب والأعمال الصالحة و سائر الأعمال الثمينة ، فقد أثرى هذه الجماعة بالكرامة و العزة والعفاف ، ورافقوا والدي المرحوم في هذه الرحلة الأليمة الشهداء الكرام ، الذين وافتهم المنية إثر الحادث الأليم في سبيل الحب لأهل البيت (ع) ، هم الذين كانوا من أطيب أبناء هذه الأسرة الكريمة ، أعني أسرة الأوحدية ، وقد أنعم الله عليهم بالشهادة وهم في طاعة الله بعد رجوعهم من زيارة الإمام الحسين روحي و أرواحهم له الفداء ، و تشييع والدي المعظم مرجعنا الراحل ، نطلب من الله تعالى أن يرحم الشهداء جميعاً ويسكنهم فسيح جناته ويلهمنا الصبر و السلوان .
وبعد قال مولانا أمير المؤمنين (ع) : «العلماء باقون ما بقي الدهر» ،
وقال أبو عبدالله إمامنا الصادق عليه آلاف التحية و السلام عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب المتراكم وكالجبال الرواسي ،
فيقول : يا ربي أنّى لي هذا ولم أعملها ؟
فيقول : هذا علمك الذي علمته الناس يُعمل به من بعدك» .
فرحمك الله يا خادم الشريعة الغراء ، يا رجل العلم و العمل ، رحمك الله يا رجل الصلاح و الإصلاح ، مولاي يامن علمتنا علماً قد تمكنا به أن نصل إلى محبة أهل البيت ، وأنشأت في قلوبنا الصدق ، الإخلاص ، الصمود ، الفتوة ، الوفاء بالعهد ، الإستقامة ، و العقيدة ، والإيمان والإتحاد .
كنت الذي إشترك مع آثار مشائخنا الشيخ الأوحد و السيد الأمجد ، طوال حياتك الطيبة ، وعرّفتهما لنا ولشبابنا في العصر الذي المنصفون من العلماء يعترفون بشأن مقامهما و أفضليتهما مرةً ثانية .
نعم ، عرَّفنا أجدادنا طريق النجاة ، يعني طريق الولاية ، ونفتخر بهذا الطريق القويم الذي نمشي فيه ، وعلينا أن لا نضيع هذه النعمة المباركة العظيمة ، لأن النعم وحشية ، كما قال ثامن الأئمة إمامنا علي ابن موسى الرضا (ع) : «أحسنوا جوار النعم ، فإنها وحشية» .
إخواني الأعزاء ، أجدادنا قد دافعوا عن المظلومين ، سيما شيخنا الأوحد الذي قد رماه الحاسدون والجاهلون بالكفر واتهموه بالغلو في حق المعصومين (ع) ، بإنكار المعاد و المعراج الجسماني وإنكار شق القمر ، وحاشاه من كل ما رموه به .
ولكن في زماننا هذا إثر مدافعات أجدادنا نشاهد إزدهار علوم مشايخنا مرةً أخرى ، والمحققون والعلماء الإسلاميون يعترفون بعلو درجاتهم العلمية في العلوم المختلفة ، وعلينا أن نغتنم هذه الفرصة و نجاهد في نشر أفكارهم أكثر من الأول ، حتى نعيش في عصر معرفة الأوحد قريباً إن شاء الله .
نحمد الله تبارك و تعالى نعيش في الأرض التي فيها نعمة الحرية ، يعني الكويت العزيز ، حسينياتنا كلها عامرة ، وشبابنا و مشائخنا فيها مستعدون للعمل ، وخدماتهم الدينية و مشاريعهم الطيبة ملأت العالم من الشرق إلى الغرب ، من البلاد الإسلامية و غيرها ، وكلها مدينٌ بإرشادات مراجعنا الماضيين ، وقد أثبتت هذه الجماعة وفاءهم كراراً في المراحل المختلفة ، و إن شاء الله ستستمر خدماتهم الدينية والثقافية والإجتماعية وجهودهم في سبيل الحق حتى ظهور مولانا و مقتدانا وإمامنا صاحب العصر و الزمان الحجة ابن الحسن العسكري روحي وأرواحنا فداه .
اليوم يجب علي أن أشكر مشائخنا العظام و وكلائنا المحترمين في الكويت و الأحساء والدمام وسائر المناطق ، الذين ما قصروا في خدماتهم الدينية ، زاد الله في توفيقاتهم .
وأما بعد إرتحال والدي المعظم يسألوني عن وكلائنا المحترمين في تلك البلاد العامرة ؟؟
فجواباً لمسألتهم بأن وكيلنا في الكويت وهو الأخو الفاضل الأمين فضيلة الشيخ عبدالله المزيدي أبوصادق حفظه الله ، وفي منطقة الإحساء وهو فضيلة العلامة الشيخ توفيق البوعلي سلمه الله ، هما مأذونان بالرد على المسائل الشرعية .
وفي الخاتمة أشكركم يا أهل الوفاء ، وأشكر الجماعة الإحسائية وكل من شارك في تأبين مرجعنا الراحل والشهداء الكرام .
وأوصيكم بالتقوى و الإتحاد ، أوصيكم بالتقوى و الإتحاد ، أوصيكم بالتقوى و الإتحاد والصداقة والعلم والعمل ووحدة الكلمة والتجنب من الأشرار والشياطين والكبر ، لأن «التقوى دار حصن عزيز والفجور دار حصن ذليل» ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .