المرجع الديني الكبير الإمام المصلح العبدالصالح
الحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره
الشهادة الثالثة في الصلاة
السؤال/ هل الأذان في الصلاة واجب أم مستحب ؟ ومتى أضيفت الشهادة الثالثة في الأذان ، وهـل تبطل الصلاة إذا لم تذكر الشهادة الثالثة ، أطلب الإجابة ولكم الشكر .
جواب:
الأذان مستحب فلا تبطل الصلاة بتركه ، ولا يبطل الأذان ظاهـراً بترك الشهادة الثالثة ، ولكنها رمز التشيع ، وركن الإيمان ، فلا ينبغي تركها بعد إتيان الشهادتين في جميع الحالات .
كما عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام ، المروي عن قاسم في (احتجاج) الطبرسي : «إذا قال أحدكم لا إله إلا الله محمد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم فليقل علي أمير المؤمنين» ، وغيره من الأخبار وأقـول كما قال صاحب (الجواهـر) في جواهـره : لولا تسالم الأصحاب لأمكن ادعاء جزئيتها بناء على صلاحية العموم في مشروعية الخصوص .
لما نزلت آية التبليغ {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ …}(1) وقام وخطب في الناس ، صلى الله عليه وآله ، في (غدير خم) فأخذ بيد ابن عمه أمير المؤمنين عليه السلام في أثـناء الخطبة ، وقال : «أيها الناس . . من كنت مولاه فهذا علي مولاه» وجب على كل مؤمن بالله وبرسوله أن يعترف بولايته .
كما نطقت أيضاً بولايته عليه السلام ، هذه الآية الشريفة : {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ}(2) فقولنا : (أشهد أن علياً أمير المؤمنين ولي الله ) قول الواقعي ثابت .
وأمـا إتـيان هـذه الـشهـادة الـمباركة في الأذان والإقـامة ، فـمن الأئـمـة الهـداة المفسرين لكلام الله وكلام رسولـه ، وأمـر بـذلك رئيس مذهـبنا صلوات الله وسلامه عليه ، كما مر في الخبر المروي في (الاحتجاج) .
وأما إضافة الشهادة الثالثة على الشهادتين في الواقع ، ففي أول خلق العالم .
في ( الكافي ) : «عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام يقول : إنا أهل بيت نوة الله بأسمائنا ، إنه لما خلق السموات والأرض أمر منادياً فنادى : أشهد أن لا إله إلا الله ثلاثاً ، أشهد أن محمداً رسول الله ثلاثاً ، أشهد أن علياً أمير المؤمنين ـ وفي بعض النسخ ولي الله حقاً ـ ثلاثاً» .
عن كتاب: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) صفحة 198ـ الجزء (12): وأما إضافتها في الظاهر ففي حياة رسول الله صلى الله عليه وآله.
عن الشيخ عبد الله المراغي المصري ، وهو من أجلة علماء السنة ، قال : كان سلمان يذكر الشهادة في الأذان والإقامة بولاية علي عليه السلام ، بعد الشهادة بالرسالة .
فمضى رجل إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخبره بذلك فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «سمعت خيراً» (السلافة في أمر الخلافة) .
أيضاً في هذا الكتاب عن الشيخ المذكور : أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إن أبا ذر يقول في الاذان بعد الشهادة على الرسالة : «أشهد أن علياً ولي الله» .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : حقيقة الأمر هو الذي سمعته من أبي ذر .
وهل نسيت كلامي في (غدير خم) حيث قلت : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» . عربته من الفارسية من كتاب ( ولايت ازديدكاه قران ) تأليف ولدي الأرشد المجاهد الحاج عبد الرسول الاحقاقي حفظه الله .
وأما ذكرها بين الشيعة المخلصين ، ففي زمان الأمام جعفر الصادق عليه السلام حيث قال ما نصه : «فإذا قال أحدكم لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فليقل : علي أمير المؤمنين ولي الله» كتاب (صحيفة الأبرار : ص 189) ، نقلا ً عن (أمالي الشيخ الصدوق) رضوان الله عليه .
وأمـا إعلام هـذه الشهـادة المباركـة على المـآذن ، ففي عهد السلطـان شـاه خدا بنده ، شاهـنشـاه إيـران الـذي كـان مـن طـائـفـة (الـمغول) في شـمال الصين ، من أحـفاد جـنـكـيز خان ، الذي كان مشركاً فاتحاً ، سخر البلاد الشرقية ، وقهر سلاطينها ، وخضعت له (الصين)
و (سيبيريا) و (إيران) و (الأفغان) و (تركستان) و (قـفـقاز) ومد ملكه إلى (أوروبا) فاهتدى السلطان خدا بنده ، وتشيع على يد العلامة الحلي نور الله مرقده ، فأمر بإعلاء الكلمة الطيبة (أشهد أن علياً ولي الله) فوق المآذن في جميع ممتلكاته .
من كتاب
الدين بين السائل و المجيب ج١