خطبة الحكيم الإلهي الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي
٢٥ ربيع الثاني ١٤٢٦هـ
ترك الفتنة و التمسك بالولاية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا البشير النذير والسراج المنير ابي القاسم محمد ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين ، ولعنة الله على أعدائهم ومخالفيهم وغاصبي حقوقهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين ، أبد الآبدين آمين يا رب العالمين .
وبعد قال الله الحكيم في محكم كتابه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ ، وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ} صدق الله العلي العظيم .
صلوا على محمد وآل محمد .
أيها المكرمون ، والمكرمات ، مشايخنا العظام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كيف أتمكن أن أشرح سرور قلبي من مشاهدة وجوهكم النيرة من أنوار الإيمان ، قلوبكم مملوءة من الإيمان ، نياتكم خير، صداكم في سبيل أهل البيت ، بيوتكم محل لنشر فضائل ومناقب أهل العصمة ، حسينياتكم عامرة ، وشبابكم فيها مستعدون للعمل ، يجب علي أن أشكر أبنائنا ومشايخنا في هذه الحسينيات بجزيل الشكر والإمتنان لإقامة الإحتفالات التي أقاموها طيلة وقوفي هنا ، في الواقع لست لائقا بهذا الإعتناء والتكريم ، على أي حال نطلب من الله أن يؤتيهم الأجر والعافية والقدرة لتعظيم شعائر الله بحق محمد وال محمد .
أين يوجد هذه المحبة التي تنشأ من أنوار الولاية ، الناس في الكويت المحبوب ، والاحساء العزيز ، كلهم عشاق ، هم يعشقون الولاية ، وبها يصلون الى الحق ، ممن أخذوا هذه الولاية الكاملة العلوية والحيدرية ؟؟!
من مدرسة شيخنا الأوحد ، وسيدنا الأمجد ، والميرزا حسن الكوهر ، وبتوجيهات والدي المجاهد الحاج الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي ، والإمام المصلح والعبد الصالح آية الله الميرزا حسن الحائري الإحقاقي ، وعمي الأكبر آية المعظم ميرزا علي الحائري الإحقاقي ، ومن سائر مشايخنا العظام في الاحساء وفي سائر البلاد لذكرهم صلوات .
أيها الأعزاء يعجبني الأشخاص الذين يريدون إلقاء الفتنة بين جماعتنا ، هم طالبون إغلاق أبواب هذه المدرسة أعني مدرسة الأوحد التي كانت من الزمن في معرض أهواء الهجمة من جانب الجاهلين ، وما استطاعوا القيام بهذا العمل ، ولن يستطيعوا بهذا الى الأبد بعون الله .
إعلموا يا أهل النفاق ، أبناء هذه المدرسة الولائية الأوحدية ، يستيقضون وينامون بالولاية ، يضحكون ويبكون بالولاية ، يولدون ويموتون بالولاية ، ولم تنفك عنهم هذه الولاية أبداً .
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ} (سورة التوبة:٣٢) .
أيها الأعزاء سادتي الكرام كما ذكرت في أول خطابي الله تبارك وتعالى في محكم كتابه يأكد بالإمتحان ومروي عن أمير المؤمنين امام المتقين علي بن أبي طالب (ع) «إني أعوذ بك من الفتنة» ، لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ، ولكن من استعاذ فاليستعذ من مُظِللات الفتن فإن الله سبحانه يقول : {وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} ، الله يعطي الأموال ليختبرهم بالأموال ، الإنسان المؤمن يصرف هذه الأموال في سبيل الخير ، والمنافق يصرف أمواله في طريق إلقاء الفتنة والشر بين المؤمنين ، الله أعلم بهم من أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يُستحق الثواب والعقاب ، ولتميز الحق من الباطل ، قال أمير المؤمنين عليه السلام لذكره صلوات : «الدنيا دار ممر لا دار مقر ، والناس فيها رجلان ، رجل باع فيها نفسه فأوبقها ، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها» ، ويقول ايضا «كم من مستبرج بالإحسان إليه ومغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى احد بمثل الاملاء له» .
اللهم لا تجعلنا من المغرورين والمتكبرين ، اللهم نسألك التوفيق والسداد في خدمة الدين ، اللهم اشفي مرضانا ، وارحم موتانا ، خاصة شهدائنا الذين وافتهم المنية إثر الحادث الأليم في سبيل الحب لأهل البيت ، وشهيدنا الأخير من آل بوحمد (لذكرهم صلوات) .
اللهم سلم ديننا ودنيانا من الأشرار والشياطين وآخر دعوانا ان تصلي على محمد وال محمد .