كمال العقيدة

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


كمال العقيدة


لجنة الدراسات الإسلامية - حوزة النورين النيرين (ع)


كلمة طيبة … من كلمات مولانا خادم الشريعة (قدس سره)


بسم الله الرحمن الرحيم


{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ} صدق الله العلي العظيم

(إبراهيم:٢٤)


الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء:٥٩).


إن الاعتقاد الكامل هو طاعة الله ورسوله وأولي الأمر ... الذين هم أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء وأبنائهما المعصومون الأحد عشر عليهم أفضل الصلاة والسلام وليس لأحد شركة في هذا الأمر .. لذا فمن أطاع الله ورسوله والأئمة (ع) واعترف بمقاماتهم النورانية فهو كامل العقيدة.


وكلما كانت بصيرته وطاعته أكثر كانت عقيدته أكمل والعكس صحيح. 


وكلما نعلم ان ما جاء على لسان رسول الله (صلى الله عليه و آله) إنما هو وحي من الله .. كما في سورة النجم الآية (٣-٤) {وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى} ... سواء كان هذا الوحي بواسطة جبرائيل او بلا واسطة ... وهذا الأمر ينطبق على الأئمة جميعهم لأنهم كنفس رسول الله وكلهم نور واحد. 


الشهادة الثالثة: لقد أمر الله تعالى في كتابه الكريم وكذلك رسول الله (صلى الله عليه و آله) يوم الغدير ... وإمامنا الصادق (ع) وسائر الأئمة (ع) بإتيان الشهادة الثالثة بعد الشهادتين . 


وقد ألف حول هذا الموضوع كتب ورسائل كثيرة بواسطة علمائنا الأعلام (ر.ض) وأبقى الله تعالى الأحياء منهم ... ومن أشهر الروايات في هذا أمر من إمامنا الصادق (ع) أنه قال: "إذا قال أحدكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فليقل علي أمير المؤمنين" وهو إمام معصوم مفترض الطاعة.


و من عصى له أمراً فهو كمن عصى الرسول (صلى الله عليه و آله) ومن لم يتبع ما أمر الرسول (صلى الله عليه و آله)و الأئمة (ع) فهو عاص لله قطعاً و يقيناً لأن كلامهم (ع) كلام الله، وهذه الرواية قد شملت جميع الحالات وجميع العبادات وليس بها أي استثناء في أي زمان أو مكان.


وإذا ما دققت في الحديث الشريف فستلاحظ كلمة (فليقل) وهو أمر من الإمام مؤكد باللام والأمر يفيد الوجوب، والعاصي لإمامنا الصادق (ع) الذي هو رئيس مذهبنا ليس له عدالة ... ولا محال أنه مذنب.


وإذا كان العاق لوالديه الذي لا يطيعهما في الأمور الشرعية والأخلاقية ليس له عدالة ... فكيف بمن لا يطيع المعصوم؟ 

إن المراجع حفظهم الله، سيما مولانا الإمام المصلح (ق س) يذكرون في رسائلهم العملية أن الشهادة الثالثة . الأذان وروح الإقامة ... وحين سؤل أحد المراجع الأفاضل هل الشهادة الثالثة جزء من الصلاة؟ 

أجاب (رض) (الصلاة جزء من الشهادة الثالثة).


فانظر ذلك المثال الرائع لكامل العقيدة. إلا أنه في بعض الرسائل والمسائل في مبحث الأذان والإقامة نجد أن الشهادة الثالثة عندهم ملغية.


وبعضهم يدّعون إنها بدعة وقد سأل أبو ذر وسلمان (رض) أمير المؤمنين (ع) ومن المؤمن الذي امتحن قلبه للإيمان وما شأنه وما علاماته؟

فقال (ع): "نزهونا عن الربوبية و عن الحظوظ البشرية و قولوا فينا ما شئتم".


أشهد أن عليا ولي الله و أنه أمير المؤمنين من أول الخلقة حتى آخرها. 


وأن نكران الشهادة الثالثة افتراء على الإمام (ع) وهذا الافتراء ... أشد من ظلم أشقى الأشقياء الذي ضرب أمير المؤمنين (ع) بالسيف ضربة لجسمه الشريف .. وأما هذا الذي يضرب بذلك الافتراء، إنما يهدف إلى هدم أسـاس الاعتقاد .. وذلك هو ناقص العقيدة.


وهو ظالم للائمة (ع) ولنفسه ولا يكون هذا النقص إلا أن يكون هذا الناقص العقيدة جاهلا بمقاماتهم (ع) أو غير متحملا لتلك المقامات العاليات وإنما حاسدا والعياذ بالله .. ولجميع تلك الأسباب تفصيل.


وصلى الله على رسوله و الأئمة الميامين من آله و سلم تسليما كثيرا …