وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين


الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين أمين رب العالمين.


إن اصحاب الاعتراضات على الولاية الكلية لمحمد (صلى الله عليه و آله) والأئمة المعصومين (ع) يقولون، ان هذه الآية جاءت صريحة فى ولاية رسول الله (صلى الله عليه و آله) على المؤمنين وهذه الولاية هي الولاية التشريعية، فاذا كانت الولاية ولاية تكوينية، كان على الله أن يقول: النبي أولى بالسموات والأرض أو يقول: النبي أولى بكل شيء!!


الاجابة على قولهم: انه بموجب القاعدة المشهورة: اثبات الشيء لا ينفى ما عداه أي اذا نسبنا الى زيد صفة الشجاعة، وقلنا : ان زيدا شجاع، ولا ينفى أن يكون زيد كريما، أو عالما ، أو غير ذلك.


فهؤلاء بجهلهم القواعد العلمية، وعدم قراءتهم القرآن بدقة وبصيرة نافذة، ولو لمرة واحدة ، ونتيجة للقراءة السطحية، ان حصلت، نراهم يقعون في اخطاء كبيرة وكثيرة، واشتباهات عديدة، وبسبب هذه الأخطاء والاشتباهات نرى كثيرا من الشباب اليوم ، ينحرفون على طريق الصواب و ينزلقون في عقائدهم المذهبية.


يقولون: ان الله تبارك وتعالى ، قد جعل ولاية النبي الأكرم على المؤمنين فقط وليس على سائر المخلوقات و الموجودات.


هؤلاء الجهلة لا يعلمون، أو عنادا يتجاهلون ان ثبوت الولاية المطلقة للأئمة المعصومين (ع) ، على البشر، الذي هو أشرف المخلوقات ، لا ينافي ولايتهم المطلقة على سائر المخلوقات التي هي دون الانسان درجة.


كما أن هؤلاء القوم ، اذا كان استدلالهم على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (ع) صحيحا ، فقد يصح ذلك على الله، ذي الجلال والاكرام، الذى له الولاية الكلية على جميع العوالم ، بصورة قطعية ، حيث يقول تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} ومعنى ذلك ان الله ، تبارك وتعالى ولي المؤمنين فقط، وليس وليا، والعياذ بالله، على سائر الموجودات ، كما يزعمون. 


وبناء على ما ذكرناه نقول لهؤلاء الجهلة، الذين يدّعون فهم القرآن أنهم سيجدون جواب اعتراضهم فى القرآن الكريم ، ويلتفتون الى أنهم عندما يستشكلون في شىء لا يدّعون بغضهم لأهل بيت العصمة يعمى أبصارهم حتى لا يروا الآية المباركة : {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} الموجودة في سورة البقرة. 


واذا قالوا: ان ولاية الله على السماوات والأرض تثبت بدلائل أخرى، نقبل منهم ، ولكن يجب أن يعلموا ان الله ، تبارك وتعالى، قد أثبت ولاية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (ع) على جميع الكائنات والمخلوقات في القرآن الكريم بآيات كثيرة: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ} ، وما هذه الرحمة الا درجة من درجات الولاية الكلية المطلقة. 


وأي دليل أقوى وأحسن من الله، سبحانه وتعالى، عندما يثبت لنفسه ، ولرسوله الكريم، والأئمة الطاهرين الولاية الكلية المطلقة ؟! 

ومنها : الآية المباركة: {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا ....} التي تثبت فيها الولاية الكلية المطلقة ، له ، جل شأنه، ولرسوله الكريم، وآله المعصومين (ع).


وبناء على قواعد اللغة العربية ، فان (واو) العطف ، ينقل حكم ما بعده عينا الى ما قبله بحيث ان الولاية الخاصة بالله ، جل وعلا ، ولاية عامة مطلقة ، على جميع المخلوقات، وولاية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والأئمة الطاهرين (ع)، على المنوال والاسلوب نفسه ، مع فارق أن ولاية الله ، تبارك وتعالى ، ولاية بذاته واصالته، وأما ولاية الأئمة المعصومين ، فولاية تبعية تتعين بأذن الله.