‏إظهار الرسائل ذات التسميات الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره. إظهار كافة الرسائل

مقامات خاتم الأنبياء وسيد المرسلين أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


مقامات خاتم الأنبياء وسيد المرسلين

أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)


بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين .


فهو صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وأشرف الكائنات وأكمل المخلوقين ، الذي أقامه الله في جميع عوالمه مقامه


فأدى عنه أحكامه وبلغ حلاله وحرامه {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً} أطلعه على سره واسترعاه أمر خلقه وقرن طاعته بطاعته ، جعله آمراً وناهياً عنه اذ كان لا تدركه الأبصار ولا تحويه خواطر الأفكار ولا تمثله غوامض الظنون في الأسرار لا اله الا هو العزيز الجبار أودعه في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم يتطرق اليه نجس الشرك ولا خبث الجاهلية أخترعه من نور عظمته ، فولد طاهراً مطهراً معصوماً عن الخطايا والذنوب ، منزهاً عن النقائض والعيوب .


ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم نبي على ما سوى الله ، من في السماوات والأرض من الجن والإنس وغيرهما وهكذا ولايته وولاية أخيه وابن عمه ووصيه وخليفته الذي هو نفسه ونوره ، وولاية أهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين عامة مطلقة نافذة محيطة لا يشذ عنها شيء لا في الأرض ولا في السماء


وكانت له صلى الله عليه وآله وسلم معاجز وكرامات لا تعد ولا تحصى من تسبيح الحصى في كفه وانطاق الحيوانات وشهادتها بنبوته واطاعة الأشجار والنباتات له ، وعدم ظهور ظل له في الشمس ، وأعظمها أخلاقه الجميلة الملكوتية التي جذبت نفوس الأشراف وسحرت قلوب المؤمنين ، وقال في حقه إلٰه العالمين

{وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وأعظم من ذلك كله هو معجزته القرآن الكريم الذي حمل على حمله العهد الجديد والقديم ، وعلى بلادهم المسورة بسور الصليبية الضخم ، ففتح أبوابها وهدم أسوارها وهد أركانها وحير ألبابها وسخر أرواحها فصعد أعلى قصورها وأرفع دورها ، واضعاً قدميه على رأس التوراة وعاتق الأنجيل تالياً عليهم آيات نفسه وناشراً أحكام ربه ومنادياً بأعلى صوته : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّـهِ الْإِسْلامُ…} صدق الله العلي العظيم .


هذا وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعداء داخلية وأحزاب شيطانية كافرين ومنافقين سرية وعلنية تتنابز بالألقاب وتتلبس بلباس الانسانية وتنشر الفساد في عصره وسائر العصور ، حتى من الأمراء والحكام الذين نسبوا أنفسهم اليه وجلسوا محله ، زعماً منهم أنهم خلفاؤه دون أهل بيته المعصومين (ع) ، كافحوا نفسه وخالفوا دينه وقرآنه وأوصياءه من بعده بشتى الوسائل والأسباب عمداً وجهلاً ، ديدنهم هو القضاء على التوحيد والوحدة بين المسلمين وشق الصف الواحد بين الجماعة المؤمنة


فمن بين هؤلاء ظهر صلى الله عليه وآله وسلم ناجحاً ومهيمناً وأصبح دينه ظاهر ومشعشعا {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}


وكذلك أهل بيته عليهم السلام نجحوا في الحفاظ على آثار جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيما الامام الصادق عليه السلام والذي عشنا ذكرى ولادته العطرة حيث تمتع الاسلام والمسلمون في زمانه بالمعارف الالهية والحكم النبوية والأسرار العلوية والحقائق الدينية ، من الأصول والفروع في مكتبه ومدرسته بعد ما كان محظوراً في عصر الأمويين الغاصبين الظالمين إلا انه سدل أشعة معرفته على مشارق الأرض ومغاربها وأرسل عنوان التشيع الى شعوب الأمة وقبائلها ، ومن هنا سميت الشيعة الاثنا عشرية بالجعفرية ، وأصبح رئيسا للمذهب عليه السلام


كما نبارك لكم ذكرى ميلاد الامام الحسن العسكري عليه السلام ونعظم لكم الاجر بوفاته عليه السلام


وتستمر هذه المسيرة الحقة في الدفاع عن الثقلين كتاب الله وعترة أهل البيت عليهم السلام بمسيرة المرجعية ممثلة بنواب الامام صاحب العصر والزمان الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف فهم ينفذون أوامر صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ولا يتبعون أي احد في كلامهم وعقائدهم وأخلاقهم الا من مولانا صاحب العصر والزمان


واما العوام فهم مكلفون شرعاً في تنفيذ أوامر مرجعهم مهما كلف الأمر .




من أشعة أنوار الفاطمية (ع)

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


من أشعة أنوار الفاطمية (ع)


بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى يوم الدين آمين رب العالمين .


قال تعالى

{وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .


مما لا ريب فيه أن كلمات الله ليست من الشؤون الذاتية للباري تعالى ، ولا تناسب بين البحر والمداد من جهة وذات الله جل جلاله من جهة اخرى ... بل انها من مخلوقاته ، وربما كانت بعضاً من أسمائه وصفاته الفعلية .


لقد اطلقت الكلمة على الأشخاص أيضا في القرآن الكريم ، فهو يقول في حق عيسى عليه السلام : {وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ}


{إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}

وورد في الحديث الصحيح اطلاق الكلمة على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام


فقد خاطب الباري جل وعلا حبيبه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله ليلة المعراج قائلا : «علي كلمتي التي ألزمتها المتقين» .


وفي دعاء السحر : «اللهم أني أسالك من كلماتك بأتمها ، وكل كلماتك تامة» .


يستفاد من هذا النص أن هناك مراتب ودرجات بين الكلمات ، ففيها الكلمة التامة ، وفيها الأتم ، في حين لا يتصور وجود المراتب والدرجات في ذات الحق جل وعلا .


لذلك ، وبقرينة استعمالات الكلمة في القرآن والحديث ، نقول ان المراد من الكلمات هو الانبياء والأولياء


ان اسرار الحقيقة المحمدية ، ومعاني الحقائق العلوية ، وأشعة الأنوار الفاطمية ... وسائر المعصومين عليهم السلام هي التي تملأ عوالم اللاهوت والجبروت والناسوت ، وعن طريقهم يصل الفيض الالهي ، والمدد الغيبي الى المخلوقات من الذرة الصغيرة حتى الطور العظيم


وهكذا نقرأ في الدعاء المخصوص بشهر رجب

«... ومقاماتك وعلاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان ، يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينك وبينها الا أنهم عبادك وخلقك ... فبهم ملأت سماءك وارضك حتى ظهر أن لا اله الا أنت» .


وفي الحقيقة فان بحار عالم الوجود رشحة من ينبوع الصادر الأول ، واشعة الكون اشراق من اشعاعات العقل الكلي الذي هو وعاء المشية الالهية


واذا كانت هذه المعاني عميقة ، فلا بأس بأن نوضحها بمثال لكي يسهل استيعابها من قبل القراء الكرام ، ويكشف الستار عن سر من أسرار العلم والاحاطة بالكلمات التامات ، وقصور البحر حتى لو أضيف اليه سبعة أبحر عن تجسيد ذلك .


الملائكة والجن والانس كلها كتاب وحساب ، وتستطيع استعمال مياه البحار بدلا من الحبر لإحصاء الكلمات التامات ، وذلك بأمر الخالق المتعالى ومشيئته وقدرته !! 


لتنظر الآن كيف تقوم بعملها هذا ، والى أين تصل ؟!


من رموز الكلمة التامة ، أو الأيام الالهية ، أو حجة الله البالغة ، احاطتها بجميع قطرات البحار ، وذرات النفوس التي توجد داخل كل قطرة منها ، اذن فكل قطرة ترفع بالقلم تحتوى على آلاف الآلاف من الكائنات الحية ، التي تحتاج كل واحدة منها الى الفيض الوجودي ، ولها استعداد محدود في استقبال المدد الإلهي .


لذلك ، اذا ارادت قطرة الماء أن تحصي المعلومات التي يعرفها المعصوم عن ساكني هذه القطرة وتسجلها على الورق ، فان رطوبة هذه القطرة تجف قبل استقصاء جميع مطالبها .


وهكذا جميع قطرات المياه في البحار فانها ضئيلة وتافهة تجاه محتوياتها .


اذن ، فماء البحر لا يقدر على احصاء أسرار وعلوم الكلمة التامة الالهية تجاه البحر نفسه وساكنيه ، ويعجز عن الوصول الى نهايتها .


فضلا عن سائر المخلوقات والموجودات !! 


اذن فالكلمات التامة ، يعني أنوار المعصومين الأربعة عشر الذين هم اصحاب الولاية المطلقة ، ومظاهر للمشيئة الالهية ، لا يمكن ادراكها بهذه المظاهر الناقصة ، ويستحيل احصاؤها بهذه المراتب المحدودة


انها مهما تكاملت في أنفسها ، وزكت نفوسها ، فانها تستطيع الحصول على معرفة ذاتها فقط ... علما بأنها اذا زكت فانها تصبح مرآة ، لكن لظواهر الآيات الربانية ، أي أنها توفق لمعرفة مرتبة الامامة فقط ، وتبقى جاهلة تجاه باطنها ، كما قال الولي المطلق


«ظاهري امامة ، وباطني غيب منيع لا يدرك» .


سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .