الفجر

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


الفجر


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وصلى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين.


قال الله تعالى: {وَ الْفَجْرِ ، وَ لَيالٍ عَشْرٍ ، وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ}   


الفجر هو إنشقاق الظلمة بنور الصبح في أفق المشرق مؤذناً بإدبار الليل المظلم وإقبال النهار المضيء وشروع الحياة بعد النوم الذي هو أخ للموت، لأن في هذه الساعة المباركة تقوم كل الموجودات حتى النباتات والحيوانات بالتسبيح للمعبود العلي العظيم ويقدسه بالعبودية كل بلسانه، كما قال جل جلاله:


{يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} 


فقبيح على الإنسان، الذي هو أشرف المخلوقات أن لا يشارك العالمين في تسبيحهم وتقديسهم لله رب العالمين بقيامه وإتيانه بصلاة الفجر التي يشاهدها يعني يشهد عليها ملائكة الليل وملائكة النهار كما ذكر في أخبار أهل البيت عليهم السلام، ويلبي مناداً لله تعالى حين ينادي المنادي بحي على خير العمل. 


فيا حبذا لأصحاب الفجر أن يحضروا إلى المساجد في هذه اللحظات الميمونة التي هي من ساعات الجنة ويشرعون يومهم وأعمالهم بعبادة الله تعالى، وإقامة صلاة الفجر ويتباركون ببركات العبادة ويتشرفون بالأنوار المشرقة عليهم من مشرق الفيض والرحمة.


منذ ابتداء الخلقة ومن فجر الأزل كما قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عندما سأل عن الحقيقة، قال صلوات الله عليه هي: "نور أشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره".


 فشروع الخلقة من الفجر وكذلك شروع جميع الأعمال من الفجر حتى تكون مباركة ومقبولة. 


فلهذا وبعد وصولي إلى دولة الكويت مباشرة ابتدأت بأعمالي وخدماتي لعتبة القرآن والولاية بصلاة الفجر جماعة، في جامع الإمام الصادق (ع) العامر ورأيت المؤمنين والمؤمنات عطشى لهذا العمل العظيم الذي كانوا محرومين منه لعدة سنوات.


وببركات صلاة الفجر توفقنا بأمور عظيمة مهمة واجبة لمجتمعنا كتأسيس الحوزة العلمية النورين النيرين أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (ع) وشروع دروس العقيدة والأحكام والأدب والمنطق وغيرها وكذلك مجالس المحاضرات والندوات وجواب المسائل الحكمية والفقهية والأخلاقية ودروس تفسير القرآن والأعمال الخيرة بقدر وسعنا وطاقتنا وستتبعها أمور وأشياء عظيمة إن شاء الله، ولقد كان لشيوخ وشباب ونساء وحتى أطفال هذه الجماعة دور مبارك في تأسيس وإحياء هذه الأعمال العظيمة بشوق وهمة عالية.


والآن وبعون الله تبارك وتعالى شرعنا بنشر مجلة علمية دينية ثقافية تحت راية صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وإشراف مرجعنا الديني الكبير الإمام المصلح أدام الله ظله العالي باسم (الفجر الصادق) والذي بين يديك أيها القارىء الكريم هو أول عدد . من هذه المجلة، وستكون إن شاء الله فجراً مباركاً وجديداً لنشر معارف أهل البيت عليهم السلام عن طريق علماء الشيعة الإمامية سيما مشايخنا العظام المظلومين المجهولين قدراً أعلى الله مقامهم ورفع كلمتهم العليا. 


والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.