في مقامات العقيلة



خطبة الحكيم الإلهي الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي 

٨ جمادي ربيع الثاني ١٤٣٢هـ


في مقامات العقيلة


بسم الله الرحمن الرحيم

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم  {يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} صدق الله العلي العظيم .

السلام عليك يا ابا عبدالله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته .


أيها المكرمون اصحاب الفضيلة اخواني الاعزاء علماءنا المحترمون مشايخنا العظام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


تسمية الأولاد والبنات والأمكنة المقدسة بأسماء الأئمة الاطهار وأولادهم الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين عمل راجح لإحياء أمر آل البيت وتعظيم لشعائر الله خاصة الأسامي الممتازة التي تذكرنا بنجوم ما زالت لامعة على مر السنين في كل عصر ومصر ، ولا شك ان السيدة الطاهرة سليلة الطالبيين وعقيلة بني هاشم عليها افضل الصلاة والتسليم على قمة هذه النجوم ، هي التي ان لم تكن درايتها في ادارة الامور يوم عاشوراء وبعده من الأحداث الأليمة لهدر دموع الشهداء في واقعة الطف كان لها دور فعال في صيانة  شعار الحسين وحفظ الاسلام والديانه ، كان لها دور هام في مواقفها تجاه طغاة عصرها كعبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية طيلة اسرهم بالكوفة والشام ومسيرهم الى المدينه المنورة ، فقد اراد الله تبارك وتعالى أن يعطي دورا عظيما لزينب بنت امير المؤمنين بطلة الصبر والإيثار ، مع ان كان الامام المعصوم أعني الامام علي بن الحسين حاظرا في واقعة كربلاء ليظهر مقام المرأة ومنزلتها في الاسلام في المرحلة التاريخية الحساسة ويبين ان المرأة المؤيدة من جانبه تتمكن من إدارة الامور في المقاطع التاريخية الهامة ، إنظروا الاسلام كيف أخرج نساءا ومن هؤلاء النساء زينب الكبرى سلام الله عليها فتجد فيها العلم ، والمعرفة ، في مختلف الفنون والبلاغة والفصاحة التي تنحدر عن لسانها في اعلى درجاتها كأبيها علي بن طالب وامها الصديقة الطاهرة الزهراء سلام الله عليها ، هي عقيلة الطالبيين تقف بكل حماسة وجرءة امام يزيد بن معاوية وهو على تخته وتقول أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الأرض وآفاق السماء ، أن بك على الله كرامة وبنا عليه هوانة فمهلا فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ، إنظر الى هذه الحماسة المتفجرة على لسان بطلة كربلاء اخت الحسين عمت الابطال الشجعان زينب بنت امير المؤمنين سلام الله عليهم اجمعين ، أعزائي اليوم نحن نحتاج الى نساء عالمات كما كانت العقيلة زينب عالمة ، نحن نحتاج الى نساء خطيبات كما كانت العقيلة زينب فصيحة وبليغة ، نحن بحاجه ماسة الى نساء يضحين بأوقاتهن في سبيل تنشئة الثقافة والمعرفة الاسلامية حتى يتخرجن عالمات عارفات ينفعن مجتمع النساء ، وفي الخاتمة اوصيكم بالتقوى والتجنب من الأشرار تحت راية مولانا صاحب العصر والزمان ، لأن التقوى دار حصن عزيز والفجور دار حصن ذليل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .