أقسام الوحي

 أقسام الوحي

عرفت أنَّ كلام الله ينزل على الرسول (ص) بواسطة تارة ، ومن دونها تارة أخرى ، وعلى هذا يصنف الوحي على عدة أقسام . وقد فهم بعضهم من الآية الكريمة: 

{وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (۱) ، أنَّ الوحي على ثلاثة أنواع:


١- الوحي المباشر: وهو ما يتلقاه النبي (ص) دون واسطة ظاهرية ، مثل الإلهامات التي تُلقى على روع النبي (ص).


۲- مكالمة الله ، عز وجل ، للرسول (ص) مباشرة: دون واسطة ملك ، أو غيره ، مثل الخطاب ، والكلام الذي سمعه النبي (ص) ليلة المعراج ، حيث أنه من المسلمات أنه لم يكن هناك واسطة في المكالمة ، وأما لكيفية حصول المكالمة المباشرة بين الله ، عز وجل ، وبين الرسول (ص) بحث مفصل ، ومستقل ، ليس هذا مجاله.


٣- نزول الوحي بواسطة ملك مخصوص ، أمين على الوحي: يعني جبرئيل الذي كان وسيلة لتنزيل القرآن الكريم ، وإبلاغه النبي (ص).


وقد ذكر بعض علماء التفسير أنَّ أقسام الوحي سبعة ، مستندين إلى بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن ، وعدّوا منها «الرؤيا الصادقة» ، ولا يستبعد ذلك (۱).


ومن المعلوم أنَّ القرآن الكريم ، من النوع الثالث ، فقد أنزله الله ، عز وجل ، بواسطة جبرئيل ، وأبلغه بدوره رسول الله (ص) ، وقد تمَّ هذا خلال ثلاث وعشرين سنة ، أول البعثة ابتداءً ، وانتهاء بنهاية حياته الشريفة ، وإنْ كان يُفهم من بعض الآيات القرآنية ، وصريح بعض الروايات الصحيحة المستندة ، أنَّ القرآن كله نزل في ليلة القدر ، دفعة واحدة ، على قلب النبي (ص) ، ومن ثم نزل عليه آيات وسوراً مجزأة ، طوال هذه المدة المذكورة ، وذلك ثابت عند المحققين من العلماء ، مستدلين على ذلك ببعض الآيات القرآنية.