مقدمة المؤلّف


  

مقدمة المؤلّف

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، وأشرف الأنبياء والمرسلين ، أبي القاسم محمد ، وعلى آله الطيبين ، الطاهرين ، المكرمين ، المعظمين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهَّرهم تطهيراً ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، آمین یا رب العالمین.


والسلام على أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وسيد الوصيين ، وأبي الأئمة المعصومين.


يا إلهي العظيم! ويا خالق العقل والقلم ، ويا لطيفاً بما يشاء ، وكيف يشاء! أحمدك اللهم على خلقك المخلوقات ، بنور أول مخلوقك ، وآخر أنبيائك ، وكشفك لظلمات الجهل والضلال ، بإشراقة أنوار القرآن ، والولاية اللامتناهية.


وأشكرك اللهم على نعمتك عليّ بأنْ نوَّرت قلبي بشعاع ذلك النور المحمَّدي ، وأحييت روحي بقطرة من محيط الولاء العلوي ، واخترتني لذلك من بين الملايين من مخلوقاتك العارفة لك ، والجاهلة إياك.


وبذلك اقتدرت على أن أُمسك القلم بيدي العاجزة ، لأكتب بعض الصفحات من فضائل أصحاب الولاية الكلية المطلقة ، محمد (ص) ، وآله ، عليهم الصلاة والسلام اللامتناهية ، مقتبساً مضامينها من كتابك العظيم ، وقرآنك المجيد ، مسمّياً إياها: (الولاية من وحي القرآن) ، وأضعها بين أيدي شيعتهم ، ومحبيهم المخلصين.


يا إلهي! وإني لأعترف بأني قاصر عن تعريف وبيان فضائل محمد (ص) ، وأهل بيته (ع) ، الذين اخترتهم من بين خلقك ، وكنت أنت معرّفهم ومادحهم.


ولكن بياني هذا رشفات من حبهم العميق في قلبي ، وشعلة من أشواقهم الكامنة في صدري وروحي ، وأنت الذي جعلت حبهم وولاءهم ، في الحياة الدنيا ، وسيلة للفوز والنجاة.


وكلّي أمل بلطفك وكرمك ، أنْ تتقبَّل مني هذه البضاعة المزجاة ، بجاههم ومنزلتهم عندك ، وأن تجعلها ذخيرة لي ، لدنياي وآخرتي ، آمين ، آمين.


وقد طبع (الجزء الأول) ، من الكتاب ، بعون الله ، عز وجل ، ورعاية صاحب الولاية الإلهية الإمام المهدي الموعود ، صاحب العصر والزمان ، عجل الله تعالى فرجه الشريف ، باللغة الفارسية ، قبل حوالي عشرين عاماً ، وما أن نُشر في الأسواق ، حتى كان الإقبال عليه كبيراً ، من العلماء والفضلاء ، والطلاب والمثقفين ، وكلهم غمرني بلطفه ، وتشجيعه ، وشكره ، مشافهة ، أو عن طريق البريد والهاتف ، وهذا ما حملني على المضي لإنجاز الجزء الثاني من هذا الكتاب.


وحيث أن عدداً من الشبان المثقفين ، الطالبين فهم القرآن الكريم، ومضامينه العميقة ، يحضرون لدي في حلقات التدريس ، فقد طلبوا مني أنْ تكون مباحث (الجزء الثاني) من هذا الكتاب ، مدخلاً لعلم التفسير ، مُسهّلاً لهم الخوض في القرآن وعلومه ، لذلك فقد خصصت هذا الجزء لشرح وتبسيط المصطلحات القرآنية ، على ضوء ما جاء عن أهل البيت ، عليهم الصلاة والسلام ، وجعلت هذا الجزء من كتاب (الولاية من وحي القرآن) ، مدخلاً لعلم التفسير ، لعلّي أكون قد قدَّمت بذلك خدمة للعلم والعلماء ، مقبولة عند القرآن ، وأهل البيت ، عليهم السلام.


والآن ، إذ أقدم الكتاب بحلته الجديدة ، مترجماً إلى اللغة العربية ، أرجو من القراء الكرام ، أن يغضوا النظر عن بعض الأخطاء المطبعية العفوية ، وأن يرشدوني إلى الخطأ الموضوعي ، إنْ ورد في مواضيع الكتاب ، أو وقفوا على مثله.


ولا بد من الشكر والتّقدير لمن ساهم في طبع هذا الكتاب بلغتيه الفارسية ، والعربية ، سائلاً المولى العلي القدير، أن يتقبل منهم خير قبول ، وأن يوفقهم للمزيد من الأعمال الصالحة ، والخدمات الجليلة للعلم والعلماء ، وأن يوفقني لطبع ما تبقى من أجزاء هذه المجموعة من بيان فضائل ومناقب أصحاب الفضل والمنقبة ، محمد (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) ، إنه سميع مجيب ، وهو مولانا ، فنعم المولى ، ونعم النصير.