السورة في اللغة على أربعة معان:
الأول : السورة ، بمعنى المنزلة ، وعلو المرتبة والشرف ، ولأنَّ كلمات الله في منتهى درجات العلو والشرف ، سُمّي كـل قسم من هذه الكلمات بـ «السورة».
الثاني : السور ، بمعنى حصن البلد ، وبما أنَّ السورة القرآنية قد جمعت قسماً من الآيات والكلمات الإلهية ، وحصنتها من بعضها ، سُمّيت بذلك تشبيهاً بحصن البلد.
الثالث : السور ، بمعنى القصر الفخم والعظيم ، ولأنَّ السور القرآنية من القوة والاستحكام ، كالبنيان المحكم الجميل ، لذلك سُمّيت بهذا الإسم تشبيهاً بذلك ، واستفاد من هذا التشبيه الشاعر الحكيم الفارسي الفردوسي ، حيث قال شعراً بالفارسية ، ما معناه: إنني أسَّست شعري على أساس متين بحيث لا يتأثر بالعاصفة ، والأمطار ، وعوارض الطبيعة ...
الرابع : بمعنى السؤر ، وهو قسم وبقية من الطعام والشراب ، وبما أنَّ آيات السورة قسم من القرآن ، والكلمات الإلهية سُميت بـ «السورة» (١).
والسورة في اصطلاح علم التفسير: أنها قسم من الآيات القرآنية ، بما لا يقل عن ثلاث آيات.
وعدد السور القرآنية مئة وأربع عشرة سورة ، حسب الأدلة الدقيقة في ذلك ، ولكن بعض علماء العامة ، جعل سورتي (الأنفال) ، و(التوبة) ، سورة واحدة ، واستدلوا بعدم ورود «البسملة» في مفتتح «التوبة».
وهذا ليس بصحيح ، لأن عدم وجود البسملة ، لا يعني عدم استقلالية السورة . وقد ورد في ذلك ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، أنه قال:
إنَّ سورة «براءة» ، بيان لغضب الله تعالى ، وبراءته من المشركين ، ووعيدهم بالحرب والقتل ، وهذا يتنافى مع ورود «البسملة» التي تعبّر عن «رحمة الله ورأفته» (۱) .
وعند مفسري الشيعة ، فإنَّ سورة (والضحى) متحدة بالمعنى والمضمون مع سورة (الإنشراح) (۲) ، وكذلك سـورة (الفيل) ، و(قریش) ، بمنزلة سورة واحدة ، من حيث اللفظ والحكم ، ورتبوا على ذلك ، بعدم صحة قراءة إحداها ، من دون الثانية ، في الصلاة الواجبة.