ومن خطبة (عليه السلام) الله قال:
أنا عندي مفاتيح الغيب ، لا يعلمها بعد رسول الله إلا أنا ، أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى ، أنا صاحب خاتم سليمان ، أنا وليّ الحساب ، أنا صاحب الصراط والموقف ، قاسم الجنة والنار بأمر ربي ، ، أنا آدم الأول ، أنا نوح الأول ، أنا آية الجبار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا مورق الأشجار ، أنا مونع الثمار ، أنا مفجِّر العيون ، أنا مجري الأنهار ، أنا خازن العلم ، أنا طود الحلم ، أنا أمير المؤمنين ، أنا عين اليقين ، أنا حجة الله في السماوات والأرض ، أنا الراجفة ، أنا الصاعقة ، أنا الصيحة بالحق ، أنا الساعة لمن كذب بها ، أنا ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه ، أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يدعى بها ، أنا ذلك النور الذي اقتبس منه الهدى ، أنا صاحب الصور ، أنا مخرج من في القبور ، أنا صاحب يوم النشور ، أنا صاحب نوح ومنجيه ، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه ، أنا أقمت السماوات بأمر ربي ، أنا صاحب إبراهيم ، أنا سرّ الكليم.
أنا الناظر في الملكوت ، أنا أمر الحي الذي لا يموت ، أنا وليّ الحق على سائر الخلق ، أنا الذي لا يُبدَّل القول لديَّ ، وحساب الخلق إليَّ ، أنا المفوَّض إليَّ أمر الخلائق ، أنا خليفة الإله الخالق ، أنا سر الله في بلاده ، وحجته على عباده ، أنا أمر الله والروح ، كما قال سبحانه: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} (١) . أنا أرسيت الجبال الشامخات ، وفجّرت العيون الجاريات ، أنا غارس الأشجار ، ومخرج الألوان والثمار ، أنا مقدّر الأقوات ، أنا ناشر الأموات ، أنا منزل القطر ، أنا منوّر الشمس والقمر والنجوم ، أنا قيّم القيامة ، أنا القيّم الساعة ، أنا الواجب له من الله الطاعة ، أنا سر الله المخزون ، أنا العالم بما كان وما يكون ، أنا صلوات المؤمنين وصيامهم ، أنا مولاهم وإمامهم ، أنا صاحب النشر الأول والآخر ، أنا صاحب المناقب والمفاخر ، أنا صاحب الكواكب ، أنا عذاب الله الواصب ، أنا مهلك الجبابرة الأول ، أنا مزيل الدُول ، أنا صاحب الزلازل والرجف ، أنا صاحب الكسوف والخسوف ، أنا مدمِّر الفراعنة بسيفي هذا ، أنا الذي أقامني الله في الأظلَّة ودعاهم إلى طاعتي ، فلما ظهرت أنكروا ، فقال الله سبحانه: {فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} (۲).
أنا نور الأنوار ، أنا حامل العرش مع الأبرار ، أنا صاحب الكتب السالفة ، أنا باب الله الذي لا يفتح لمن كذب به ولا يذوق الجنة ، أنا الذي تزدحم الملائكة على فراشي ، وتعرفني عباد أقاليم الدنيا ، أنا رُدَّت لي الشمس مرتين ، وسلّمتْ عليَّ كرَّتين ، وصليت مع رسول الله القبلتين ، وبايعت البيعتين ، أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الطور ، أنا الكتاب المسطور ، أنا البحر المسجور ، أنا البيت المعمور ، أنا الذي دعا اللهُ الخلائقَ إلى طاعتي فكفرتْ وأصرَّت فمُسِخت ، وأجابت أُمَّةٌ فنجت وأُزلفت . أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان ، ومقاليد النيران ، كرامة من الله.
أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء ، أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نَفْسٌ يتنفس غيري ، أنا صاحب القرون الأولى ، أنا الصامت ومحمد الناطق ، أنا جاوزت بموسى في البحر ، وأغرقت فرعون وجنوده ، وأنا أعلم هماهم البهائم ، ومنطق الطير ، أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين ، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد ، أنا الذي يصلي عيسى خلفي ، أنا الذي أتقلَّب في الصُوَر كيف شاء الله ، أنا مصباح الهدى ، أنا مفتاح التقى ، أنا الآخرة والأولى ، أنا الذي أرى أعمال العباد ، أنا خازن السماوات والأرض بأمر رب العالمين ، أنا القائم بالقسط ، أنا ديّان الدين ، أنا الذي لا تقبل الأعمال إلا بولايتي ، ولا تنفع الحسنات إلا بحبّي ، أنا العالم بمدار الفلك الدوار ، أنا صاحب مكيال وقطرات الأمطار ، ورمل القفار بإذن الملك الجبار ، ألا أنا الذي أُقتل مرتين وأُحيى مرتين وأظهر كيف شئت.
أنا محصي الخلائق وإن كثروا ، أنا محاسبهم بأمر ربي ، أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء ، أنا الذي جحد ولايتي ألف أُمة فمسخوا ، أنا المذكور في سالف الأزمان والخارج في آخر الزمان ، أنا قاصم الجبارين في الغابرين ، ومخرجهم ومعذبهم في الآخِرين ، يغوث ويعوق ونسراً عذاباً شديداً . أنا المتكلم بكل لسان ، أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق والمغارب ، أنا صهر محمد ، أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه ، أنا باب حطة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم (١).