وهذا الأمر مشترك كما ذكرنا بين أصحابنا والمخالفين (كما روي عن سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثني علي بن أبي حمزة البطايني ، قال : سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول:
لعن الله محمد بن بشير ، وأذاقه حر الحديد ، إنه يكذب عليَّ ، برئ الله منه وبرئت إلى الله منه ، اللهمَّ إني أبرأ إليك مما يدَّعي فيَّ ابن بشير ، اللهمَّ أرحني منه.
ثم قال : يا عليّ ، ما أحد اجترأ أن يتعمد الكذب علينا إلا أذاقه الله حرَّ الحديد ، وإنّ بناناً كذب على علي بن الحسين (عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد ، وإنّ المغيرة بن سعيد كذب على أبي جعفر (عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد ، وإنَّ أبا الخطاب كذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد وإنَّ محمد بن بشير لعنه الله يكذب عليَّ برئت إلى الله منه ، اللهمَّ إني أبرأ إليك مما يدَّعيه فيَّ محمد بن بشير ، اللهمَّ أرحني منه ، اللهمَّ إني أسألك أن تخلصني من هذا الرجس النجس محمد بن بشير ، فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه.
قال علي بن أبي حمزة ، فما رأيت أحداً قتل بأسوأ قتلة من محمد بن بشير لعنه الله) (١) وكثير من الكتب في هذا الأمر.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (عليكم بالدرايات لا الروايات) (٢) ،
وأيضاً قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (همة السفهاء الرواية ، وهمة العلماء الدراية) (۳) .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : (حديث تدريه خير من حديث ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاريض كلامنا ، وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً)(١).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام) : (يا بنيّ ، اعرف منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم ، فإن المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان) (۲).
عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (إذا حدثتم بحديث ، فأسندوه إلى الذي حدثكم ، فإن كان حقاً فلكم ، وإن كان كذباً فعلیه) (۳).
قال الكشي : (سأل بعض الأصحاب يونس بن عبد الرحمن فقال له : يا أبا محمد ، ما أشدك في الحديث ، وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا! فما الذي يحملك على ردّ الأحاديث؟ .
فقال : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : (لا تقبلوا علينا حديثاً ، إلا ما وافق القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة ، فإن المغيرة بن سعيد -لعنه الله- دس في كتب أصحاب أبي ، أحاديث لم يحدِّث بها أبي).
قال يونس : وافيت العراق ، فوجدت بها قطعة من أصحاب [أبي جعفر (عليه السلام) ووجدت أصحاب] أبي عبد الله (عليه السلام) متوافرين ، فسمعت منهم ، وأخذت كتبهم ، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة ، أن تكون من أحاديث أبي عبد الله (عليه السلام) ، إلى أن قال (عليه السلام) :
(فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور ، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه ، فذلك من قول الشيطان) (۱).
الصادق (عليه السلام) : (رواة الكتاب كثير ، ورعاته قليل ، فكم من مستنسخ للحديث مستغش للكتاب ، والعلماء تحزنهم الرواية) (۲).