عن الحسن بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام):
(جعلت فداك! إني لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني ، أفيونس بن عبد الرحمٰن ثقة؟ فقال : نعم) (۳).
عن أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته وقلت :
من أعامل وعمن آخذ؟ وقول من أقبل؟ .
فقال : (العمري ثقتي ، فما أدى إليك عني ، فعني يؤدي ، وما قال لك عني فعني يقول ، فاسمع له ، وأطع! فإنه الثقة المأمون)
قال: وسألت أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك فقال : (العمري وابنه ثقتان) (۱).
عن مسلم بن أبي حية قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في خدمته ، فلما أردت أن أُفارقه ودّعته ، وقلت له : أُحب أن تزوّدني!
قال: (ائتِ أبان بن تغلب ، فإنه قد سمع مني حديثاً كثيراً ، فما روى لك عني فاروِ عني) (٢).
عن أبان بن تغلب قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (جالس أهل المدينة ، فإني أُحب أن يروا في شيعتنا مثلك) (۳).
عن إبراهيم بن عبد الحميد وغيره قالوا : قال أبو عبد الله (عليه السلام): (رحم الله زرارة بن أعين ، لولا زرارة ونظراؤه لا ندرست أحاديث أبي) (٤).
عن سلمان بن خالد الأقطع قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول :
(ما أحد أحيا ذكرنا وأحاديث أبي (عليه السلام) إلا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي ، ولولا هؤلاء ، ما كان أحد يستنبط هذا ، هؤلاء حفّاظ الدين ، وأُمناء أبي (عليه السلام) على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الآخرة) (١).
قال أبو عبد الله (عليه السلام) للفيض بن المختار:
(إذا أردت حديثنا ، فعليك بهذا الجالس ، وأومى بيده إلى رجل من أصحابه ، فسألت أصحابنا عنه ، فقالوا زرارة بن أعين) (٢) .
عن شعيب العقرقوفي قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
(ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء فمن نسأل؟
قال : عليك بالأسديّ ، يعني أبا بصير) (۳).
عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
(إنه ليس كل ساعة ألقاك، ولا يمكن القدوم ، ويجيء الرجل من أصحابنا ، فيسألني ، وليس عندي كل ما سألني عنه ،
قال : فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي؟ فإنه قد سمع من أبي، وكان عنده وجيهاً) (٤).
وعن علي بن المسيب قال : قلت للرضا (عليه السلام): شقتي بعيدة ، ولست أصل إليك في كل وقت ، فممن آخذ معالم ديني؟
فقال : (من زكريا بن آدم القمي ، المأمون على الدين والدنيا ، ولما قال له (عليه السلام) إني أُريد الخروج عن أهل بيتي ، فقد كثر السفهاء فيهم ، قال (عليه السلام) : لا تفعل ، فإن أهل بيتك يدفع عنهم بك ، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم (عليه السلام)) (١) .
قال أيضاً أبو عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام): (أمّا ما رواه زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) فلا يجوز لي ردُّه) (٢)
وفي تصديق وتوثيق رواية الرواة المأمونين العدول روي عن أبي جعفر الجعفري أنه قال:
أدخلت كتاب يوم وليلة الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن ، على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فنظر فيه وتصفحه كله،
ثم قال : (هذا ديني ، ودين آبائي ، وهو الحق كله!) (۳).
عن أحمد بن أبي خلف ، ظئر أبي جعفر (عليه السلام) قال:
كنت مريضاً فدخل عليَّ أبو جعفر (عليه السلام) يعودني في مرضي ، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة ، فجعل يتصفحه ورقة ورقة ، حتى أتى عليه من أوله إلى آخره ، وجعل يقول :
(رحم الله يونس! رحم الله يونس! رحم الله يونس !) (٤).
وروي عن الشيخ الطوسي (رحمه الله) ، في ترجمة عبيد الله بن علي الحلبي:
له كتاب مصنف معمول عليه ، وقيل إنه عرض على الصادق (عليه السلام) ، فلما رآه استحسنه ، وقال:
(ليس لهؤلاء - يعني المخالفين - مثله!) (۱) .
وروى الكشي عن أبي محمد الفضل بن شاذان ، فذكر أنه دخل على أبي محمد (عليه السلام) ، فلما أراد أن يخرج ، سقط منه كتاب في حضنه ، ملفوف في ردائه ، فتناوله أبو محمد (عليه السلام) ونظر فيه ، وكان الكتاب من تصنيف الفضل ، وترحم عليه وذكر أنه قال :
(أغبط أهل خراسان ، بمكان الفضل بن شاذان ، وكونه بين أظهرهم!) (٢) وغيرهم الكثير ممن وثَّقهم الأئمة (عليه السلام).