محمد بن مسلم الطائفي الثقفي

 محمد بن مسلم الطائفي الثقفي

- حدثنا محمد بن مسعود ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، يقول: 

كان محمد بن مسلم الثقفي كوفياً ، وكان أعور طحاناً.


- حدثني محمد بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، عن العلاء بن رزين ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال: 

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إنه ليس كل ساعة ألقاك ، ولا يمكن القدوم ، ويجيء الرجل من أصحابنا ، فيسألني وليس عندي كل ما يسألني عنه، 

قال : فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي؟ فإنه قد سمع من أبي وكان عنده وجيهاً.


- حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، قال: 

شهد أبو كريبة الأزدي ، ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاضٍ ، فنظر في وجوههما ملياً ، ثم قال : جعفریان فاطميّان! فبكيا ، فقال لهما : ما يبكيكما؟ قالا له : نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من إخوانهم لما يرون من سخف ورعنا ، ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا أن يكونوا من شيعته ، فإن تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل! فتبسم شريك ، ثم قال : إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكما ، يا وليد ، أجزهما هذه المرة (١).


قال : فحججنا فخبرنا أبا عبد الله (عليه السلام) بالقصة 

فقال : ما لشريك؟ شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار!. 


- حدثني حمدويه ، قال حدثنا محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن محمد بن مسلم ، قال: 

إني لنائم ذات ليلة على السطح ، إذ طرق الباب طارق فقلت : من هذا؟ فقال : شريك يرحمك الله ، فأشرفت فإذا امرأة، 

فقالت : لي بنت عروس ضربها الطلق ، فما زالت تطلق حتى ماتت ، والولد يتحرك في بطنها ، ويذهب ويجيء فما أصنع؟ 

فقلت: يا أمة الله ، سئل محمد بن علي بن الحسين الباقر (عليه السلام) عن مثل ذلك، 

فقال : يشق بطن الميت ، ويستخرج الولد . يا أمة الله ، افعلي مثل ذلك ، أنا يا أمة الله رجل في ستر ، من وجَّهك إلي؟! .


قال، قالت لي : رحمك الله ، جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي ، فقال : ما عندي فيها شيء ، ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي فإنه يخبر ، فمهما أفتاك به من شيء فعودي إليَّ فأعلمينيه ، فقلت لها : امضي بسلام ، فلما كان الغد خرجت إلى المسجد ، وأبو حنيفة يسأل عنها أصحابه ، فتنحنحت فقال : اللهم غفراً دعنا نعيش. 


- حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن ياسين الضرير البصري ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، قال: 

ما شجر في رأيي شيء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (عليه السلام) ، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث ، وسألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن ستة عشر ألف حديث.


- حدثنا محمد بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي ، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن فضال ، عن أبي كهمس(۱) ، قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فقال لي: 

يشهد محمد بن مسلم الثقفي القصير عند ابن أبي ليلى ، فيرد شهادته؟ 

فقلت : نعم ، 

فقال : إذا صرت إلى الكوفة ، فأُتِ ابن أبي ليلى فقل له : أسألك عن ثلاث مسائل ، لا تفتيني فيها بالقياس ، ولا تقول قال أصحابنا . ثم سله عن الرجل يشك في الركعتين الأُوليين من الفريضة ، وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله ، وعن الرجل يرمي الجمار بسبع حصيات ، فتسقط منه واحدة كيف يصنع؟ فإذا لم يكن عنده فيها شيء ، فقل له : يقول لك جعفر بن محمد : ما حملك على أن رددت شهادة رجل ، أعرف بأحكام الله منك ، وأعلم بسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منك؟.


قال أبو كهمس : فلما قدمت أتيت ابن أبي ليلى ، قبل أن أصير إلى منزلي ، فقلت له : أسألك عن ثلاث مسائل ، لا تفتيني فيها بالقياس ، ولا تقول قال أصحابنا ، قال هات! قال ، قلت : ما تقول في رجل شك في الركعتين الأُوليين من الفريضة؟. 


فأطرق ثم رفع رأسه (إليّ) فقال : قال أصحابنا ، فقلت : هذا شرطي عليك ألاّ تقول قال أصحابنا ، فقال : ما عندي فيها شيء. 


فقلت له : ما تقول في الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول ، كيف يغسله؟ فأطرق ثم رفع رأسه فقال : قال أصحابنا ، فقلت له : هذا شرطي عليك ، فقال : ما عندي فيها شيء.


فقلت : رجل رمي الجمار بسبع حصيات ، فسقطت منه حصاة ، كيف يصنع فيها؟ فطأطأ رأسه ، ثم رفعه ، فقال : قال أصحابنا ، فقلت : أصلحك الله هذا شرطي عليك ، فقال : ليس عندي فيها شيء.


فقلت : يقول لك جعفر بن محمد : ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف منك بأحكام الله ، وأعرف بسنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منك؟ فقال لي : ومن هو ؟ فقلت : محمد بن مسلم الطائفي القصير ، قال فقال : والله إن جعفر بن محمد قال لك هذا؟ قال فقلت : والله إنه قال لي جعفر هذا! فأرسل إلى محمد بن مسلم ، فدعاه فشهد عنده بتلك الشهادة ، فأجاز شهادته.


- حدثني محمد بن مسعود قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي ، عن أبيه ، قال: 

كان محمد بن مسلم من أهل الكوفة ، يدخل على أبي جعفر (عليه السلام) ، فقال أبو جعفر : بشِّر المخبتين.


وكان محمد بن مسلم رجلاً موسراً جليلاً فقال أبو جعفر (عليه السلام): تواضع ، 

قال: فأخذ قوصرة من تمر ، فوضعها على باب المسجد ، وجعل يبيع التمر ، فجاء قومه فقالوا : فضحتنا! فقال : أمرني مولاي بشيء ، فلا أبرح حتى أبيع هذه القوصرة ، فقالوا : أما إذا أبيت إلا هذا ، فاقعد في الطحانين ، ثم سلموا إليه رحىً ، فقعد على بابه وجعل يطحن. 


قال أبو النصر : سألت عبد الله بن محمد بن خالد ، عن محمد بن مسلم فقال: 

كان رجلاً شريفاً موسراً ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : تواضع يا محمد، 

فلما انصرف إلى الكوفة ، أخذ قوصرة من تمر مع الميزان ، وجلس على باب مسجد الجامع ، وجعل ينادي عليه ، فأتاه قومه ، فقالوا له : فضحتنا ، فقال : إن مولاي أمرني بأمر ، فلن أُخالفه ، ولن أبرح حتى أفرغ من بيع ما في هذه القوصرة ، فقال له قومه : إذا أبيت إلا لتشتغل ببيع وشراء ، فاقعد في الطحانين! فهيأ رحىً وجملاً وجعل يطحن ، وقيل : إنه كان من العبّاد في زمانه.


- حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثني الفضل بن شاذان قال : حدثنا أبي ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن محمد بن حكيم وصاحب له - قال أبو محمد: 

قد كان درس اسمه في كتاب أبي - قالا : رأينا شريكاً واقفاً في حائط من حيطان فلان - قد كان درس اسمه أيضاً في الكتاب - قال أحدنا لصاحبه: 

هل لك في خلوة من شريك؟ فأتيناه فسلمنا عليه ، فرد علينا السلام ، فقلنا: 

يا أبا عبد الله مسألة! قال : في أي شيء؟ فقلنا : في الصلاة ، فقال : سلوا عما بدا لكم . فقلنا : لا نريد أن تقول قال فلان وقال فلان ، إنما نريد أن تسنده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : أليس في الصلاة؟ فقلنا : بلى ، فقال : سلوا عما بدا لكم. 


فقلنا : في كم يجب التقصير؟ قال : كان ابن مسعود يقول : لا يغرنكم سوادنا هذا وكان يقول فلان ، قال قلت : إنا استثنينا عليك ألاّ تحدثنا إلا عن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! قال : والله إنه لقبيح لشيخ يُسأل عن مسألة في الصلاة ، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون عنده فيها شيء ، وأقبح من ذلك أن أكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! قلنا : فمسألة أُخرى؟ فقال : أليس في الصلاة؟ قلنا : بلى قال : فسلوا عما بدا لكم.


قلنا : على من تجب الجمعة؟ قال : عادت المسألة جذعة (١) ، ما عندي في هذا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيء ، قال : فأردنا الانصراف ، فقال : إنكم لم تسألوا عن هذا إلا وعندكم منه علم ، قال : قلت : نعم ، أخبرنا محمد بن مسلم الثقفي عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : الثقفي الطويل اللحية؟ فقلنا : نعم.


قال : أما إنه لقد كان مأموناً على الحديث ، ولكن كانوا يقولون إنه خشبي ، ثم قال : ماذا روى؟ قلنا : روى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن التقصير يجب في بريدين ، وإذا اجتمع خمسة أحدهم الإمام فلهم أن يجمعوا.


- قال محمد بن مسعود : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد عن عبد الله بن أحمد الرازي ، عن بكر بن صالح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال: 

أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربع سنين يدخل على أبي جعفر (عليه السلام) يسأله ، ثم كان يدخل على جعفر بن محمد يسأله ، قال ابن أحمد: 

فسمعت عبد الرحمن بن الحجاج ، وحماد بن عثمان يقولان: 

ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم. 


قال : فقال محمد بن مسلم : سمعت من أبي جعفر (عليه السلام) ثلاثين ألف حديث ، ثم لقيت جعفراً ابنه فسمعت منه - أو قال : سألته عن - ستة عشر الف حديث - أو قال : مسألة -.


- حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثني العمركي بن علي قال : أخبرني محمد بن حبيب الأزدي ، عن عبد الله بن حماد ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن مديح (١) ، عن محمد بن مسلم ، قال: 

خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل ، فقيل له محمد بن مسلم وجع ، فأرسل إليَّ أبو جعفر بشراب مع الغلام ، مغطى بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي : اشربه فإنه قد أمرني ألاّ أرجع حتى تشربه ، فتناولته فإذا رائحة المسك منه ، وإذا شراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام : يقول لك إذا شربت فتعال ، ففكرت في ما قال لي ، ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي. 


فلما استقر الشراب في جوفي ، كأنما نشطت من عقال ، فأتيت بابه ، فاستأذنت عليه ، فصوَّت بي: 

صحَّ الجسم أُدخل أُدخل، 

فدخلت وأنا باكٍ ، فسلمت عليه ، وقبلت يده ورأسه ، 

فقال لي : وما يبكيك يا محمد؟ 

فقلت : جعلت فداك أبكي على اغترابي ، وبُعد الشقّة وقلة المقدرة على المقام عندك ، والنظر إليك.


فقال لي : أما قلة المقدرة ، فكذلك جعل الله أولياءنا ، وأهل مودتنا ، وجعل البلاء إليهم سريعاً ، وأما ما ذكرت من الغربة فلك بأبي عبد الله أُسوة ، بأرض ناءٍ عنا بالفرات.


وأما ما ذكرت من بعد الشقة ، فإن المؤمن في هذه الدار غريب ، وفي هذا الخلق المنكوس ، حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله.


وأما ما ذكرت من حبك قربنا ، والنظر إلينا ، وأنك لا تقدر على ذلك ، فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه. 


- حدثني محمد بن مسعود قال : حدثني جبريل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : 

إن امرأتي تقول بقول زرارة ومحمد بن مسلم في الاستطاعة وترى رأيهما؟ 

فقال : ما للنساء وللرأي ، والقول لهما إنهما ليسا بشيء في ولايتي، 

قال : فجئت إلى امرأتي فحدثتها ، فرجعت عن ذلك القول. 


- حدثني محمد بن مسعود قال : حدثني جبريل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن أبي الصباح ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: 

يا أبا الصباح ، هلك المترئّسون في أديانهم ، منهم زرارة ، وبريد ، ومحمد بن مسلم ، وإسماعيل الجعفي ، وذكر آخر لم أحفظه.


- حدثني محمد بن مسعود قال : حدثني جبريل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عيسى بن سليمان وعدة ، عن مفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: 

لعن الله محمد بن مسلم ، كان يقول إن الله لا يعلم الشيء حتى يكون. (هذا الحديث للتقية والحفاظ عليه) (۱).