فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم (عليهما السلام)

 فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم (عليهما السلام) 

ذكر المجلسي في البحار وصاحب تاريخ المشاهد والقبور الواقعة في بلدة قم ، فقال : منها قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، وروي أن ثواب زيارتها الجنة .


وروى مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى المرو ، في سنة مأتين ، خرجت فاطمة أخته في سنة إحدى ومأتين تطلبه ، فلما وصلت إلى «ساوة» مرضت ، فسألت : كم بيني وبين «قم»؟ قالوا : عشرة فراسخ ، فأمرت خادمها فذهب بها إلى قم ، وأنزلها في بيت موسى بن خزرج بن سعد .


والأصح أنه لما وصل الخبر إلى آل سعد ، اتفقوا وخرجوا إليها ، أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم ، فخرج من بينهم موسى بن خزرج ، فلما وصل إليها ، أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى قم ، وأنزلها في داره ، فكانت فيها ستة عشر يوماً ، ثم مضت إلى رحمة الله ورضوانه ، فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له ، وهي التي هي الآن مدفنها وبنى على قبرها سقفاً من البواري ، إلى أن بنت زينب بنت الجواد (عليه السلام) عليها قبة .


قال وحدثني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، أنه لما توفيت فاطمة ـ رضي الله عنها - وغسلوها وكفنوها ، ذهبوا بها إلى بابلان ووضعوها على سرداب حفروه لها ، فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب ويدفنها فيه ، فاتفقوا على خادم لهم ، شيخ كبير صالح ، يقال له «قادر» فلما بعثوا إليها ، رأوا راكبين سريعين متلثمين ، يأتيان من جانب الرملة ، فلما قربا من الجنازة نزلا وصلَّيا عليها ، ودخلا السرداب ، وأخذا الجنازة فدفناها ، ثم خرجا وركبا وذهبا ولم يعلم أحد من هما . 


والمحراب الذي كانت فاطمة (عليها السلام) تصلي فيه، موجود إلى الآن في دار موسى بن الخزرج .