على رغم أن الإمام مضيَّق عليه في سجنه ، مكبَّل بالحديد أرواحنا فداه ، إلا أنه لا يمنع من ظهور فضائله وكراماته (عليه السلام) ، فروي الكثير من فضائله في حبسه (عليه السلام) في كتب الفضائل منها ما روى أبو جعفر قال : حدثنا أبو محمد سفيان ، قال: حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش ، قال :
(لحقت موسى بن جعفر الكاظم الغيظ (عليه السلام) وهو في حبس الرشيد ، فرأيته يخرج من حبسه ويغيب ثم يدخل من حيث لا يُرى) (١) .
قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، قال : حدثنا وكيع، عن الأعمش ، قال :
(رأيت كاظم الغيظ (عليه السلام) عند الرشيد وقد خضع له ، فقال له عيسى بن أبان : يا أمير المؤمنين ، لم تخضع له؟ قال : رأيت من ورائي أفعى تضرب بنابها (۲) وتقول : أجبه بالطاعة وإلا بلعتك . ففزعت منها فأجبته) (۳) .
قال أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثنا غالب ابن مرة ومحمد بن غالب ، قالا :
(كنا في حبس الرشيد ، فأُدخل موسى بن جعفر (عليه السلام) ، فأنبع الله له عيناً وأنبت له شجرة ، فكان منهما يأكل ويشرب ونهنيه ، وكان إذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتى لا تُرى) (٤) .
قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن وكيع ، قال : قال الأعمش :
(رأيت موسى بن جعفر (عليه السلام) وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة ، فمسَّها بيده فأورقت ، ثم اجتنى منها ثمراً وأطعمني) (٥) .
قال أبو جعفر : حدثنا هشام بن منصور ، عن رشيق مولى الرشيد ، قال :
(وجَّه بي الرشيد في قتل موسى بن جعفر (عليه السلام) ، فأتيته لأقتله ، فهز عصاً كانت في يده ، فإذا هي أفعى ، وأخذت هارون الحمى ، ووقعت الأفعى في عنقه ، حتى وجَّه إليّ بإطلاقه فأطلقت عنه) (۱) .
قال أبو جعفر : حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم ، عن موسى بن هامان ، قال:
(رأيت موسى بن جعفر (عليه السلام) في حبس الرشيد وتنزل عليه مائدة من السماء ، ويطعم أهل السجن كلهم ثم يصعد بها ، من غير أن ينقص منها شيء) (٢).
قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثنا عمارة بن زيد ، قال : قال إبراهيم بن سعد :
(أُدخل إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) بسباع لتأكله ، فجعلت تلوذ به وتبصبص له ، وتدعو له بالإمامة ، وتعوذ به من شر الرشيد ، فلما بلغ ذلك الرشيد أطلق عنه ، وقال: أخاف أن يفتنني ويفتن الناس ومن معي) (٣) .
قال أبو جعفر : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، عن إبراهيم بن الأسود ، قال :
(رأيت موسى بن جعفر (عليه السلام) صعد إلى السماء ، ونزل ومعه حربة من نور ، فقال : أتخوفونني بهذا ؟ ! - يعني الرشيد ـ لو شئت لطعنته بهذه الحربة. فأُبلغ ذلك الرشيد فأُغمي ثلاثاً وأطلقه) (٤)
فروي الكثير الكثير عن فضائله (عليه السلام) في السجن ، فهذا غيض من فيض