مما يستغرب من أتباع مذهب أهل البيت (عليه السلام) ، أنهم يقضون أكثر وقتهم من الليل والنهار ، في تتبع الأخبار المقروءة والمرئية ، ويتفاعلون معها ، وقد ينقلون بعض المعلومات سواء العلمية أو الفلكية أو الشرعية ، التي قد يتبين بعد سنين أنها خاطئة ، ولا يجدون مللاً ولا كللاً في تمضية وقتهم في ذلك ، بَيْد أنه إن تقلْ لبعضهم اقرأ ولو صفحة واحدة من روايات المعصومين (عليهم السلام) ، غير القابلة للخطأ ، تجد لديه ثقلاً في تطبيق ذلك ، بينما تجد لديه استعداداً لقضاء أضعاف وقته في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع ، هذا واقعنا الذي نعيشه ، وما هو أعظم من ذلك ، أن الكثيرين ينقلون معلومات رويت عن أهل البيت (عليهم السلام) قد سرقها البعض - من مسلمين وغير مسلمين - ونسبها إلى نفسه ، فتجد هذا ينشرها ، ويعلق عليها ويمجد قائلها ، مع العلم بأنها مسروقة من أهل البيت (عليهم السلام) ، غير أن رصيد أهل البيت (عليهم السلام) لا ينفد ، ولا يمل إلى يوم القيامة ، لأنهم الثقل الأصغر ، وعِدْل الكتاب ، وباب مدينة العلم في الدنيا والآخرة ، فمن تدبر في حكمة واحدة من حكم الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وعمل بها كفته لنيل السعادة في دنياه وآخرته ، كهذه الحكم والمواعظ . .
