قال الشيخ المفيد في الإرشاد : وكان محمد بن موسى من أهل الفضل والصلاح . أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى قال : حدثني جدي قال : حدثتني هاشمية مولاة رقية بنت موسى قالت:
كان محمد بن موسى صاحب وضوء وصلاة ، وكان ليله كله يتوضأ ويصلي ، فنسمع سكب الماء والوضوء ، ثم يصلي ليلاً ثم يهدأ ساعة فيرقد ، ويقوم فنسمع سكب الماء والوضوء ، ثم يصلي ، ثم يرقد سويعة ، ثم يقوم فنسمع سكب الماء والوضوء ، ثم يصلي ، فلا يزال ليله كذلك حتى يصبح ، وما رأيته قط إلا ذكرت قول الله تعالى : {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (۱) ، (٢) .
قال الشيخ المجلسي (رحمه الله) : يقال إنه في أيام الخلفاء العباسية دخل شيراز ، واختفى بمكان ، ومن أجرة كتابة القرآن أعتق ألف نسمة ، واختلف المؤرخون في أنه الأكبر أو السيد أحمد؟ وكيف كان فمرقده في شيراز معروف ، بعد أن كان مخفياً إلى زمان أتابك بن سعد بن زنكي ، فبنى له قبة في محلة باغ قتلغ . وقد جدد بناؤه مرات عديدة ، منها في زمان السلطان نادر خان وفي سنة ۱۲۹٦ رمته النواب أويس ميرزا ابن النواب الأعظم العالم الفاضل ، الشاهزاده فرهاد ميرزا القاجاري .
وفي رجال الشيخ أبي علي ، نقلاً عن حمد الله المستوفي ، في نزهة القلوب ، أنه مدفون كأخيه شاه چراغ في شيراز ، وصرح بذلك أيضاً السيد الجزائري في الأنوار ، قال : وهما مدفونان في شيراز ، والشيعة تتبرك بقبريهما وتكثر زيارتهما ، وقد زرناهما كثيراً انتهى (١) .