انتظار الفرج

انتظار الفرج 

ومن الأمور التي يرغب إليها الإمام الحجة عجل الله فرجة ، انتظار الفرج صباحا مساءا كما روي في دعاء الندبة :


(ليت شعري أين استقرت بك النوى ، بل أي أرض تقلك أو ثرى ، أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى ، عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ، ولا أسمع لك حسيساً ولا نجوى ، عزیز علي أن تحيط بك دوني البلوی ، ولا بنالك مني ضجيج ولا شكوى. بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا ، بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى ، من مؤمن ومومنة ذكرا فحنا ، بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامی ، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يجارى ، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهیٰ ، بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى. إلى متى أحار فيك يا مولاي ، وإلى متى ، وأي خطاب أصف فيك ، وأي نجوى ، عزیز علي أن أجاب دونك وأناغی ، عزیز علي أن أبكيك ويخذلك الورى ، عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى. هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء ، هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا ، هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى ، هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى ، هل يتصل يومنا منك بغده فنحظی ، متی نرد مناهلك الروية فنروی ، متی نتقع من عذب مائك فقد طال الصدی ، متى نغاديك ونراوحك فتقر عيوننا ، متی ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر ترى . أترانا نحف بك ، وأنت تؤم الملأ ، وقد ملأت الأرض عدلاً ، وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً ، وأبرت العتاة وجحدة الحق ، وقطعت دابر المتكبرين ، واجتثت أصول الظالمين ، ونحن نقول : الحمد لله رب العالمين) (١) .



فالإمام الحجة أرواحنا فداه هو الحبل الممدود بين الخالق سبحانه وخلقه ، كما روي في نفس الدعاء :

«أينَ بابُ اللهِ الَّذي مِنهُ يُؤتى، أينَ وَجهُ اللهِ الَّذي إلَيهِ يَتَوجَّهُ الأولياءُ، أينَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَينَ الأرضِ وَالسَّماءِ» (٢) .


فانتظار الفرج يعده أهل البيت (ع) من أفضل الأعمال والعبادة ، كما روي عن أمير المؤمنين علي (ع) : 

«فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج» (۳) .


لأن المنتظر للفرج دائماً يكون مستعداً لنصرة الإمام عند ظهوره ، والمستعد لظهوره يكون ملازماً للتقوى ، والملازمة للتقوى من أهم مصاديق نصرة الإمام عجل الله فرجه ، حيث يكون مروضاً نفسه ومجاهدها على الطاعة والابتعاد عن المعاصي ، ليكون جندياً من جنود الإمام الحجة عجل الله فرجه حقيقة لا لقلقة لسان قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : 

«أفضل العبادة انتظار الفرج» (٤) 

أي من كان هكذا يحقق أفضل العبادة ، قال الشيخ الصدوق حدثنا أبي (رضي الله عنه) ، قال : حدثني أحمد بن علي التفليسي ، عن إبراهيم بن محمد الهمداني ، عن محمد بن علي الهادي (ع) ، عن علي بن موسى الرضا (ع) ، عن الإمام موسى بن جعفر (ع) ، عن الصادق جعفر بن محمد (ع) ، عن الباقر محمد بن علي (ع) ، عن سيد العابدين علي بن الحسين (ع) ، عن سید شباب أهل الجنة الحسين (ع) ، عن سيد الأوصياء علي (ع) ، عن سيد الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : 

«لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم ، وكثرة الحج والمعروف ، وطنطنتهم بالليل ، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة» (١) هكذا تكون نصرة الإمام الحجة أرواحنا فداه وانتظار الفرج .