أمّا كُنى الإمام موسى بن جعفر الكاظم العالم (ع) وألقابه فكثيرة ؛ منها : أبو الحسن الأول ، وأبو الحسن الماضي ، وأبو إبراهيم ، وأبو علي .
ويعرف بالعبد الصالح ، والنفس الزكية ، وزين المجتهدين ، والوفي ، والصابر ، والأمين والزاهر ، وسمي بذلك لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التام .
وسمي الكاظم لما كظمه من الغيظ ، وغض بصره عما فعله الظالمون به ، حتى مضى قتيلاً في حبسهم .
والكاظم : الممتلئ خوفاً وحزناً ، ومنه كظم قربته إذا شد رأسها ، والكاظمة : البئر الضيقة والسقاية المملوءة .
وقال الربيع بن عبد الرحمن : كان والله من المتوسمين فيعلم من يقف عليه بعد موته ويكظم غيظه عليهم ، ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم ، فلذلك سمي الكاظم .
وكان (ع) أزهر ، إلا في الغيظ لحرارة مزاجه ، ربع تمام خضر حالك كث اللحية .
وكان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتاً بالقرآن ، فكان إذا قرأ يحزن ويبكي ، ويُبكي السامعين لتلاوته .
وكان أجلّ الناس شأناً ، وأعلاهم في الدين مكاناً ، وأسخاهم بناناً ، وأفصحهم لساناً ، وأشجعهم جناناً (١) ، وقد خُصَّ بشرف الولاية ، وحاز إرث النبوة ، وبوّئ محل الخلافة ، سليل النبوّة ، وعقيد الخلافة .
أُمه حميدة المصفّاة ابنة صاعد البربري ، ويقال : إنها أندلسية أُم ولد تكنى لؤلؤة (٢) .