٥٦- السيد محمود مرهج الفاطمي
٥٦- كلمة الأستاذ المحقق السيد محمود مرهج الفاطمي في كتاب (أصفى المناهل) صفحة ٣٣ :
إن لقب «الكشفية» هذا للطائفة لم يكن لأبنائها وعلمائها من قبل أنفسهم ، بل هو من أعدائهم تنابز بالألقاب كعنوان الرافضة مثلاً :
لأن الشيخ الإحسائي أحمد بن زين الدين ، لم يدع الكشف والوحي في شيء من كتبه الناطقة بعدة علوم والتي طبعت أكثر من مرّة ، وإنما لقب أبناء هذه الطائفة مقابلوهم وخصومهم من الذين ادعوا على الشيخ وتقوّلوا ما لم يقل !
فهؤلاء وأمثالهم من الذين يحبون تفريق كلمة الإسلام بدلاً من عمل فعل المسلم على الصحة ، وتأويل ما ورد عنه بما لا يخالف الدين إن وجدوا فيه تخريجاً .
عملاً بقول الإمام الصادق عليه السلام :
«المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله ، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ، ولا يكذبه ولا يغتابه» (١) .
والأحاديث في التآخي في الإسلام والإيمان من المودة ، والمؤاساة له في ماله ، والخلف له في أهله والنصرة له على من ظلمه ، وان لا يغشه ، فمثلاً :
في خطبة السيدة الزهراء السلام قولها :
«وطاعتنا نظاماً للملة ، وإمامتنا أماناً من الفرقة» .
فالذي يُفهم من قولها هذا (أن طاعة آل البيت جامعة للأمة المحمدية تجمع شتاتهم وتلم شعثهم ، وتوحد كلمتهم)
وجاء في شرح الزيارة الجامعة :
«وبموالاتكم تَمَّتِ الكَلِمَةُ وَعَظُمَتِ النِّعمَةُ وَائتَلَفَتِ الفُرقَةُ . . . الخ»
والذي يُفهم من هذا اللفظ أيضاً أن الأمة مهما تشعبت واختلفت مسالكها وتباعدت مذاقاتها فخيمة الموالاة لآل محمد تلفهم تحتها ، وسقف ولايتهم تظللهم جنبها ، وكهف مودتهم يأويهم نحوها ......
والمتتبع لمؤلفات علماء هذه الطائفة الإحسائية يرى أنهم موالون إماميون جعفريون اثنا عشريون ، مازادوا إماماً ولا نقصوا إماماً ، ولا غيروا سنة ، ولا بدلوا شرعاً ولا حرفوا كتاباً .
ومع الأسف ، مع هذه الاستقامة ، ترى الكثير من أبناء هذه الطائفة الإسلامية بدلاً من إتيان ما يوحّد الكلمة والصف والمحمل الحسن ، يكيل التهم ويأخذ بالتسليم ما وجده في كتب أعداء الإسلام مكتوباً على بعض إخوانه المسلمين ، لا يحتاج في نظره إلى جدل وتمحيص ، هذه التهم تثير كوامن الأحقاد ، وتدب الفرقة في صفوف الأمة ، وهذا ما يسعى له أعداء المسلمين المتربصون بالأمة الإسلامية الدوائر ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .