٥٥- الشيخ علي عزيز علي آل إبراهيم
٥٥- كلمة العالم الجليل الشيخ علي عزيز علي آل إبراهيم في مقدمة كتاب :
(أصفى المناهل في جواب السائل) :
إن أسمى الشيخية والكشفية اللذين أطلقا على هذه الطائفة قد جاء من قبل خصومها ، أما هم أنفسهم فقد رفضوا التسميتين .
أما تسميتهم (الشيخّية) فلأنهم دافعوا عن الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي «وهو من أكابر علماء وفلاسفة الشيعة» وليس لهم ذنب سوى تنزيههم وتقديسهم واحترامهم لمكانته العلميّة الرفيعة وتفانيه في محبة أهل البيت عليهم السلام والذود عن حياضهم والتحقيق والبحث في مقاماتهم وفضائلهم وحقائقهم ، فلهذا فقد قلّدوه أمور دينهم ورجعوا إليه في الفتاوى .
ويشهد على مكانته العلميّة مؤلفاته الكثيرة المشهورة المنشورة والتي زادت على المائة مصنف ، ومن أهمها وأجودها سفره الضخم الموسوم (بشرح الزيارة الجامعة) وهو كتاب كبير الحجم ضم بين دفتيه تحقيقات عالية وأبحاث قيّمة في علم الحكمة والفلسفة الإلهية مما يتعلق بكرامات ومعاجز وحقائق أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ، ولعل ما جاء في طياته من بعض المصطلحات والعبارات مما لم يحسن تفسيره وتأويله جعل البعض يتوهم أن فيه غلواً وانحرافاً ، على أن أحداً من علماء هذه الطائفة أو أبنائها لم يدع الكشف أو الوحي حتى يحق للبعض أن يطلق عليهم اسم (الكشفية) .
على أن كتبهم التي بلغت العشرات من المصنفات ظاهرة في تكذيب هذه التهمة الظالمة ولا يسع المرء العاقل أن يفسر ذلك سوى تنابز حرف بالألقاب .
كما سُمّي الشيعة في التاريخ بالروافض ظلماً وبهتاناً وإثما وأما أدلة التشريع عندها فهي نفس ما عليه إخوانهم الإمامية الإثني عشرية وكذا أصول الدين وفروعه ومسألة الاجتهاد والتقليد ، وليس أدل على ذلك من رجوعهم في هذا الوقت في التقليد والفتيا لعلَم من أعلام الشيعة عناية سماحة الإمام الحاج الشيخ میرزا حسن الحائري الإحقاقي ، وهو من العلماء العظام الذين يعملون بصورة حثيثة للعمل على جمع كلمة المسلمين والتوحيد بين مذاهبهم .
وقد وجدنا في سماحته عالماً تقياً ورعاً جهبذاً مد الله في عمره وكثر من علماء المسلمين المصلحين أمثاله .
وأكثر ما يحزّ في نفس المؤمن ويدمي قلبه أن تأتي هذه التهم والأباطيل ضد هذه الفرقة من إخوان لها في المبدأ والدين والمذهب والمشرب .
وقديماً قيل :
وجرح ذوي القربي أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند