٦٠- الدكتور هنري كاربن
٦٠- كلمة الدكتور هنري كاربن أستاذ علم الأديان في كلية سربن الفرنسية ودفاعه أعلى عن مظلومية الشيخ الأوحد أعلى الله مقامه (مجلة الفجر الصادق صفحة٨ العدد٥) ترجمه من الفرنسية إلى العربيّة الشاب الفاضل زيد مقامة النجادة وفقه الله تعالى وسدد خطاه :
كتب هذا الأستاذ الفرنسي المستشرق عن الشيخ :
أن المدرسة الشيخية وهي تسمية لم تخترها المدرسة بنفسها بل جاء هذا اللقب على يد الآخرين الحاسدين الذين كانوا يحملون الحقد والحسد والعداوة على الشيخ أحمد ، وذلك لأن المدرسة الشيخية يُطرح فيها عقائد المذهب الشيعي الكاملة بكل أبعادها .
يقول (ساركارآقا) إن هذه التسمية أُطلقت علينا دون اختيار منا لكننا قبلناها وتبنيناها كتشريف لنا كلنا لأنها تساوي عندنا تسمية «المؤمنون» ، ولأنها تميزنا بالنظر لانتسابنا لشيخنا المرموق ، كما أنه يحدث أحيانا أن نوصف بالأقلية ونحن نفتخر بهذه التسمية كذلك لأن أصحاب وأتباع أئمتنا كانوا دائما أقلية ، فما معنى أن يكون المرء شيعياً ، فإن كلمة شيعة كانت موجودة منذ أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الذين كانوا يدعون الوفاء والإخلاص والطاعة للإمام ويرفضون كل من ينفصل عنهم ولكنهم يعدون على الأصابع ، أي إن عددهم كان قليلاً ، وقد وصلتنا أخبار كثيرة عن هذه الأقلية فليعلم من ينصبون اليوم العداء والبغضاء والكراهية ، أنهم يسلكون نفس المسلك الذي سلكه الناس من قبلهم إزاء أتباع أصحاب الأئمة المبجلين .
فعندما كان أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام يشكون له سوء معاملة الناس ونعتهم بالرافضة والجعفريين ، كان الإمام عليه السلام يطيب خاطرهم ويقول لهم :
«لا تحزنوا واصبروا فمنذ خلق الله الكون وهذا دأب الناس إزاء أولياء الله الصالحين» .
فيقول الكاتب : نظراً لقوة شخصية هذا الشيخ التي فرضت نفسها على الأتباع والخصوم على السواء ميزاً هاماً لدراسة تعاليم هذه المدرسة وذلك لعدة اعتبارات أو أسباب نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
شهرة الشخصيات ومكانتهم الروحية التي جسدت مدرستها .
كثرة ووفرة وأهمية وغنى الكتب والمؤلفات التي ألفها أساتذة المدرسة الشيخية ، ومن جملتها عدد كبير من المخطوطات وكلها تعبر عن الإرادة والرغبة القوية في تعميق تعاليم علوم الأئمة المعصومين الكاملة بالخصوص .
١- اعتبار التجديد في بعض الأمور والقضايا التي نسبها الكثير من الشيعة بمثابة بدعة وكفر حسب أقوال الحاسدين والحقودين .
٢- التاريخ الأليم الذي عاشته المدرسة الشيخية من جراء بعض الفترات العصبية والصراع الداخلي الذي عاشه المذهب الشيعي الإمامى في إيران وخارجها بالنسبة للفكر أدى هذا الصراع إلى فترة مأساوية عصيبة .
من المؤكد أن الرغبة في الحفاظ وفي تعميق التعاليم الباطنية أو الأسرار الكامنة التي تركها الأئمة المبجلون هي التي دفعت أساتذة المدرسة الشيخية إلى تطوير بعض النقاط المذهبية العميقة التي يصعب فهمها على العقول التي لا تمتلك قابليّة وصفاء ذهنيا خاصة لاستيعاب القضايا الميتافيزيقية (هو العلم الباطني أو علم ما وراء الطبيعة) ، لذلك اضطر الشيخ أحمد وتلامذته أن يعانوا الكثير وعملوا جاهدين لمواجهة أولئك الذين لم يكونوا قد قرءوا تعاليم وأهداف المدرسة الشيخيّة .
٣- وأخيراً الذين كانوا معجبين عن جهل أو خلط التعاليم المذهبية الشيعيّة .
سنعرض هنا مسيرة الشيخ أحمد وتلامذته مع بعض الإشارات الببليوغرافية التي تسمح لنا بتكوين فكرة عن بعض الأعمال الكتابية الشيخية .
قيل إن الشيخ أحمد كان بالفعل رجلاً إلهياً ورجلاً صالحاً تقيّاً لكنه لم يكن مطلعاً على القضايا الميتافيزيقية ولا كان متمكناً من قاموس الفلاسفة (أي المصطلحات الجاري بها العمل لدى الفلاسفة) ولا متمكناً من فهم الأحاديث الإماميّة الشيعيّة لكن القضايا التي سنتعرض لها هنا بالدرس والتحليل والأدلة ستبين بالحجة والدليل خطأ هذا الزعم وبطلان هذا الادعاء بحق الشيخ والمدرسة (الشيخية) .
سنركز هنا على مفاهيم وأفكار المدرسة (الشيخية) والتي تعدّ من مدارس المذهب الشيعي والتي تهتم بالجانب الروحي الجوهري والأصيل في هذه المدرسة ، لذلك تعرضت لكثير من الخلط والإبهام نظراً لصعوبة فهم وإدراك واستيعاب جوانبها ومعانيها .