٦١- السيد محمد الهاشمي الكرماني
٦١- كلمة العالم الجليل والسيد النبيل السيد محمد الهاشمي الكرماني مؤلف كتاب (تاریخ و مذاهب كرمان) ما ترجمته من الفارسية إلى العربية المستفاد من کتاب (شیخیکری) للمدرسي الجهاردهي صفحة ١١١ :
الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي من الإحساء من منطقة القطيف من ملحقات البحرين على ساحل جزيرة العرب وكان من علماء زمانه .
وفي سنة ١٢٢١ القمرية لحدوث فتنة الوهابية واستيلائهم على المنطقة هاجر إلى كربلاء ثم إلى إيران ، وكان عمره آنذاك خمساً وخمسين سنة ، وبعد وصوله إلى إيران سكن في بلدة يزد ، وبعد برهة قليلة من الزمن كان علماء فارس والكرمان يراجعونه في المسائل وفي فترة قليلة اكتسب شهرة عظيمة ، وقد اشتهر زهده وورعه بين الناس .
كان في ذلك الزمان (فتح علي شاه) ملك إيران ، فلما سمع بشهرة الشيخ وعلمه وتقواه اشتاق للقائه وأرسل إليه رسالة مرتين يدعوه حتى يقدم إلى طهران بالإعزاز والتبجيل ويستفيض الشاه من علومه ومعارفه ، ولكن الشيخ لم يقبل الدعوة الأولى وإنما وافق وقبل دعوته الثانية وعن طريق بلدة أصفهان قدم إلى طهران .
وفي أصفهان فإن جميع العلماء ومراجع الزمان أمثال المرحوم الحاج محمد إبراهيم الكلباسي المجتهد المعروف احترموه احتراماً كثيراً واقتدوا به وأجازوه واستجازوا منه أعلى الله مقامه ، لما قدم إلى طهران .
«فتح علي شاه» ، انجذب إلى أخلاقه وعلمه وزهده وأصرّوا عليه حتى يسكن في طهران ولكن الشيخ لم يقبل دعوة الشاه وتوجه لزيارة مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام في مشهد ، ومن مشهد توجه إلى نقاط أخرى في إيران ومن جملتها بلدة قزوين ، وعند وروده إلى قزوين ، دعاه أحد علماء قزوین ملا محمد تقى البراغاني إلى بيته ، ولما كان الشيخ من قبل لبي دعوة عالم آخر اعتذر من قبول دعوة هذا الأخير ، وكانت هذه المسألة أصلاً وسبباً لمشاكل عظيمة (من جملتها تكفير الأوحد من قبل هذا الشيخ) .…
سافر الشيخ من قزوين إلى كرمانشاه ثم إلى العتبات العاليات ، وثم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وفي سنة ١٢٤١ القمرية توفي رضوان الله عليه قرب المدينة ودفن في البقيع الشريف قرب مقابر أئمة البقيع عليهم السلام وهو في السابعة والسبعين من عمره الشريف .
مؤلفات الأوحد كثيرة ومن حيث كثرة تأليفاته فهو يعد من مؤلّفي الدرجة الأولى .