لا يصح اطلاق العلة عليه تعالى




الجوهر التاسع

(لا يصح اطلاق العلة عليه تعالى)


إنه لا يصح إطلاق العلة على الله أما أولا فلأن أسماء الله توقيفية للأدلة الدالة على توقيفية الأسماء .


قال مولانا الرضا (ع) لسليمان المروزي : (فليس لك أن تسميه بما لم يسم به نفسه) ، ولم يرد إطلاق العلة على الله في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، بل إنما ورد إطلاق العلة على خلقه كما في دعاء العديلة : (كان عليما قبل إيجاد العلم والعلة) وفي الخطبة اليتيمية لأمير المؤمنين (ع) : (علة ما صنع صنعه وهو لا علة له) إلى غير ذلك مما ورد عنهم عليهم السلام كقول أمير المؤمنين (ع) في حديث الأعرابي لما سأله عن العقل فقال (ع) : (العقل جوهر بسيط دراك محيط بالأشياء من جميع جهاتها عارف بالشيء قبل كونه شيئا فهو علة الموجودات ونهاية المطالب) .


وأما ثانيا فلأن العلة إما تامة أو ناقصة.


فالأولى : هي التي يستحيل تخلف المعلول عنها ، وإلا لم تكن تامة ، فلو كان الواجب علة تامة لوجود الإمكان ، لما جاز تخلف الإمكان عنه ، فيلزم أن يكون فاعلا موجبا لا مختارا .


ويلزم أن يكون من لوازم ذات الواجب ، لوجوب عدم التخلف فيلزم أولا اقترانه بالإمكان.

وثانيا : كونه محلا للحوادث ، لأن الملزوم محل اللازم .


ثالثا : كون الإمكان مندرجا في الواجب ، لأن اللوازم مندرجة في الملزومات ذكراً إن لم نقل باندراجها عينا على ما يزعمون.


والثانية : هي التي لا تستقل في الأحداث ، إلا بمدد يمدها ، فلو كان الواجب سبحانه علة ناقصة للزم استكماله واحتياجه إلى ممد يعينه ويمده ، وذلك يستلزم حدوثه .


المصدر