سماحة الحكيم الإلٰهي والفقيه الرباني المولىٰ
ميرزا عبد الله الحائري الأحقاقي حفظه الله
تاريخ أسرة
حجة الإسلام الموقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمد
الآخوند ملا محمد
حجة الإسلام التبريزي الممقاني
أعلى الله مقامه
هو رأس الأسرة الشريفة ورئيسها ومؤسس هذه الطائفة الجليلة في أذربيجان .
كان قدس سره عالما عاملا وفقيها كاملا وحكيما بارعا ومحدثا جامعا ، قد جمع الكمالات النفسية والمقامات المعنوية وامتاز بين أقرانه بالتقوى والعفة والجهاد في سبيل الدين ونشر فضائل الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين .
كان رحمه الله من أوان صغره ونعومة اظفاره شائقا لكسب العلوم الدينية ومولعا في تحصيلها وقد سافر الي العراق والعتبات المقدسة بعد تحصيل المقدمات من النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان وتكميل السطوح في بلدة تبريز ومدارسها ، فحضر عند علماء النجف وكربلاء وحاز رتبة الإجتهاد وفاز بأخذ الإجازات من أعلامها ، ثم رجع الى وطنه لخدمة المجتمع وأداء وظائف الروحانية ولكن لما وصل الى کرمانشاه ومضى الى مسجدها الجامع لأداء صلواته وإذا بالشـيـخ الأوحد الشيخ أحمد الأحسائي أعلى الله مقامه يؤم الجماعة (ولم يكن بينهما صلة قبل هذا) فرقى الشيخ المنبر بعد الصلاة وخطب بالناس وأفادهم مما أعطاه الله من المعارف الإلهية والحكم الربانية وعجائب الفضائل وغرائب المناقب ، فأعجب حجة الإسلام بكلام الشيخ وأحس في نفسه الإحتياج الى هذه الحكم والمعارف فأقام هناك في سلك تلامذته سنين واستقام في السير الى مدارج حق اليقين ، وترشف اللما من فم ذلك الحكيم وارتوى وأحاط بما استفاد من محضره واستوى ، حتى امتلأ ظرف قابليته من فيض حكمه فأجاز له الشيخ بإجازة الدراية والرواية وأمره بالرواح الى وطنه والرجوع الى أهله للتبليغ والانذار وتربية الكبار والصغار.
ولو أن حجة الإسلام في أول وروده الى تبريز انزوى عن الناس واشتغل بنفسه ، كان مجهولا الى مدة من الزمن كالشمس إذا جللها السحاب ولكن لما انتشر بعض فواضله العلمية وتشعشع بعض فضائله الأخلاقية بين المجتمع وشاهدوا منه آثارا باهرة وعلوم ساحرة انجذبوا اليه وتراكموا حوله ، والتمسوا من انوار علمه ، واغترفوا من بحار حكمته ، فأشتهر في أقل زمان حتى قلده الملوك والأعيان وتبعه الخواص والعوام من جميع الطبقات ، فبنوا له مسجداً واسعاً ضخماً عظيماً في أقصر مدة يؤم الجماعة فيه ويخطب لهم في العقائد .
فأخذ رحمه الله يصب آثار رحمة ربه عليهم ، يروج الحقائق من العقائد وينشر اللباب من الفضائل حتى سلمت له الرئاسة الدينية .
وهو الذي أفحم الباب في السؤال والجواب في حضور السلطان ناصر الدين شاه القاجار في زمان ولاية عهده وأمر بقتل ذلك المرتاب، فأطاع الشاه أمره وفتواه وأراح الـــعــبـــاد والــبـــلاد من ذلك الدجال وفساده.
وجاهد رحمه الله في طريق الحق والحقيقة وجدّ وأجتهد في سبيل إعلاء الطريقة فأحكم أساسها وأتقن كيانها حتى أحب لقاء ربه ولبى ندائه في سنة ١٢٦٩ هجرية قمرية قدس الله نفسه الزكية.
وأما الباب فاسمه ميرزا علي محمد من بلدة شيراز، أدّعى النيابة الخاصة و قال أنا باب الحجة (عجل الله فرجه) ثم ادعى الإمامة و قال أنا ذلك المنتظر ، وتبعه العوام كالأنعام وصار وسيلة لأيدي السياسة الأجنبية ، فظهرت الفتنة والفساد في جميع أنحاء العجم حتي أمر بحبسه السلطان محمد شاه القاجار فأرسلوه الى قلعة من قلاع آذربايجان، ثم صار ما صار من المباحثات والمناظرات مع حجة الإسلام في محضر ولي العهد ما يطول بذكره الكلام .
(من مقدمة كتاب صحيفة الأبرار لآية الله المعظم الحاج ميرزا عبد الرسول الإحقاقي) أقول: أيها القارىء الكريم ، قصة حجة الإسلام الكبير مع ميرزا علي محمد الباب رئيس فرقة البابية وهكذا قصة ولده العلامة ميرزا محمد تقي حجة الأسلام مؤلف كتاب صحيفة الأبرار مع ميرزا حسين علي بهاء رئيس الفرقة البهائية المتشعبة من البابية معروفة مشهورة بين من له أدنى إطلاع على التاريخ ومسجلة في غالب تواريخ عهد القاجارية كناسخ التواريخ ودائرة المعارف للعلامة و كذلك (لفت نامة) وغيرها بحيث لا تحتاج إلى بيان وتوضيح جديد وجميع هذه الكتب سجلت وأيدت بأن تلاميذ مدرسة الشيخ الأوحد الكبريائي الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي أعلى الله مقامهم هم الذين أفحموا البابية والبهائية وأتباعهم وأفتوا بارتدادهم وخروجهم من الدين وشريعة خير المرسلين وكتبوا عليهم وفي إبطال أقوالهم الباطلة كتب ورسائل والحال غالب العلماء كانوا ساكتون .
والعجب من بعض الجهال أو المنافقين الذين ينسبون هذين المرتدين إلى شيخنا الأوحد وينشرون في حول هذا البهتان بعض الرسائل وليس عملهم هذا إلا كعمل المنافقين الذين كانوا يفترون على أئمتنا عليهم السلام، كما قال مولانا أمير المؤمنين ما معناه "أنا مُكَفّر وشيعتي مثلي مُكَفّرون" .
نعم میرزا محمد باب حضر زمن قليل في درس سيدنا الأمجد سيد كاظم الحسيني الرشتي أعلى الله مقامه وليس له منه أجازة ولا تأييد ، بل صار مطرودا من حوزته وخرج عليه كما ينطق به التاريخ وهذا الحضور صار مستمسكا بيد الأعادي والمنافقين والحال أن خلاف التلميذ ليس له دخل في حال الأستاذ {وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} وكم من أولاد وتلاميذ الأنبياء وأئمتنا عليهم السلام كانوا منحرفين عن الصراط المستقيم .
وأعداء العقيدة الذين ليس لديهم شيء من الدلائل والبراهين لأثبات مدعاهم الباطل الشيطاني يتشبثون بهذه الأكاذيب والمفتريات وما هي الا زور وبهتان {وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} .
تلامذة الشيخ الأوحد هم الذين تصدوا وأفتوا بإرتداد البابيه والبهائية وخروجهم من الدين وشريعة خير المرسلين .
إن الذين ينسبون الأباطيل وينشرون البهتان ليس عملهم هذا إلا كعمل المنافقين الذين كانوا يفترون على أئمتنا عليهم السلام.