العصمة في الرجوع إلى المعصوم


المرجع الديني خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره 


العصمة في الرجوع إلى المعصوم

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين حبيب قلوبنا و طبيب نفوسنا أبي القاسم محمد و آله الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين آمين رب العالمين .


قال تعالى:  {وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ}. ( يس١٢)


لا شك في أن محمداً و آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين هم الإمام المبين المطلعون على الغيب بل لا شيء عندهم غيب إلا ذات الله سبحانه و تعالى { عالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أَحَداً . إلا مَن ارتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ و مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (الجن ٢٦ ، ٢٧ ) .

وما بعث الله سبحانه نبيا إلا لتعليم العلم و الحكمة للعباد قال تعالى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً ًِمِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ و يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُم ُالْكِتابَ و َالْحِكْمَةَ و َإنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ }

 ( الجمعة ٢) .


فهم عليهم السلام خزان علم الله و مهابط وحي الله و معادن حكمة الله ، و لما كان الإسلام خاتم الأديان فقد نسخ ما قبله من الأديان السماوية فكيف لا ينسخ نظريات اليونانيين القدماء الملحدين و المبنية على العقل القاصر عن إدراك عظمة نظام الخالق عز و جل .. ما لكم كيف تحكمون ، قال تعالى { وَ مَا آتَاكَمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقابِ }  ( الحشر ٧)    


فكيف يحق لنا الرجوع إلى غير المعصومين في الفلسفة و الحكمة و غيرها من العلوم و عندنا تراث من لا ينطق عن الهوى و نحن في زمان قائم آل محمد الشاهد الحاضر من له مع كل ولي أذن سامعة و عين ناظرة و لسان ناطق و المهيمن على جميع العوالم .. فاعتبروا يا أولي الألباب و ادخلو الباب سجدا مسلمين للمعصوم في كل العلوم .


ولا يمكن الوصول إلى علومهم و كشف أسرارهم إلا بالوسائط الذين هم عينوهم و نصبوهم أعلاما بينهم و بين العباد أعني العلماء العاملين الموالين المجاهدين و الملتزمين بالتقوى و العدالة من زمانهم عليهم السلام إلى زماننا هذا و إلى قيام بقية الله في الأرض مولانا الحجة بن الحسن العسكري صاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه الشريف و أرواحنا فداهم أجمعين كأمثال الكليني و المفيد و الصدوق و الطوسي و ابن طاووس و المحقق و الشهيدين و العلامتين و بحر العلوم و شيخنا الأنصاري و غيرهم أعلى الله مقامهم . 


و من أعاظمهم و أكابر العلماء الإمامية الإثنا عشرية علما و عملا و تقوى و آثارا و كرامات و كثرة تابعين و مقلدين شيخنا الأوحد و ملاذنا الأمجد و مقتدانا المؤيد أستاذ الحكماء المتألهين و معلم الفقهاء و المجتهدين مولانا الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المطيرفي أعلى الله مقامه الذي أخذ من أشعة إشراقات معارف أئمتنا المعصومين عليهم السلام و ترعرع في جنان حدائق أسرارهم حتى صار مفتاحا لعلومهم و حاملا لأسرارهم و ناشرا لفضائلهم و ينبوعا لماء حياتهم مدافعا عن حقهم في أن يكونوا مرجعا للكل في كل شيء للدنيا و الآخرة لأنهم قادة الأمم و ساسة العباد و أركان البلاد و أئمة الهدى و مصابيح الدجى و المثل الأعلى و عباد الله الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون حيث لا يلحقهم لاحق ولا يفوقهم فائق ولا يسبقهم سابق هذا ما يدعوا إليه الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي الذي سماه مولانا صاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه ب ( الأوحد ) . 


و قد وثقنا رأي كبار علماء و مراجع الإمامية الإثنا عشرية في مكانة الشيخ الأوحد أعلى الله مقامه في كتابنا ( التحقيق في مدرسة الأوحد ) .


إن الأوحد أعرض عن جميع الفلاسفة و الفلسفات إن لم يكن مصدرها المعصومين عليهم السلام حتى صار الأوحد مظلوما لأجلهم و معلما و ملهما لشيعتهم و معيارا في تحمل أسرارهم حتى قال عن نفسه ( لا يتطرق إلى كلماتي الخطأ من حيث أني تابع ) 


و هل العصمة إلا الرجوع إلى المعصوم في كل شيء . 



المصدر