‏إظهار الرسائل ذات التسميات المولى ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المولى ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي. إظهار كافة الرسائل

شهر تهذيب الروح والجسد

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


شهر تهذيب الروح والجسد


بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم


الحمد لله رب العالمين وأفضل وأزكى السلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الآن إلى قيام يوم الدين أمين رب العالمين .


«اللهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وَافتَرَضتَ عَلى عِبادِكَ فيهِ الصيام ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارزُقني حَجَّ بَيتِكَ الحَرامِ في عامي هذا وَفي كُلِّ عامٍ وَاغفِر لي تِلكَ الذُّنوبَ العِظامَ فَإنِّهُ لا يَغفِرُها غَيرُكَ يا رَحمنُ يا عَلّامُ»


إن شهر رمضان شهر تهذيب الروح والجسد ، انه شهر المغفرة والرضوان


كل طائفة تتوسل بنوع من الأعمال الخيرة فى هذا الشهر المبارك ، ولكن افضل الأعمال فى هذا الشهر هو الذي أخبر به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في آخر جمعة من شهر شعبان


قال علي عليه السلام فقمت وقلت: يا رسول الله ، ما

افضل الأعمال في هذا الشهر؟ 

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «الورع عن محارم الله» .


يبحث أغلب الناس عن ملاك الفضيلة والرجحان في الأعمال ، من بين الأعمال الايجابية والمشاريع الخيرية ، ولكن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يهتم بالجانب السلبي ، ويعتبر أفضل الأعمال هو الابتعاد عن الذنوب


ذلك أن النبى بمثابة طبيب روحي للبشرية وقد أرسله الله تعالى لضمان سعادة الانسان ، وبما أن الطبيب يسلك منهجين : أحدهما ايجابي ، والآخر سلبى ، 

الايجابي يتمثل في تناول الأدوية 

والسلبى يتمثل في الحمية من الأطعمة الضارة ... كذلك النبي فانه يولى الجانب السلبى اهتمامه


وهكذا نجد ان الحمية فى منهج الأطباء تقابلها التقوى في المصطلح القرآني ومنهج الانبياء .


والى هذا أشار القرآن الكريم فى علة تشريع الصوم فقال : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}


ان مرد أغلب المآسى والمصائب التي تصيب الفرد أو المجتمع الى التلوث بالذنوب ، وان عدم التورع عن ارتكاب المعاصى كان سببا في اهلاك الأمم وافنائهم


وفى ذلك يقول القرآن الكريم : {فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} .


اجل، فان الاسلام لكى يضمن سعادة الانسان ، منع من البذخ والاسراف ، والانغماس في الشهوات ، ومطاردة اعراض الناس ، لكن السائرين فى فلك المدنية الغربية ، والمنسلخين عن شخصيتهم ، والمنبهرين بثقافة المذهب المادى ، رغم أنهم يشاهدون الأضرار المادية والمعنوية لارتكابهم المعاصى واعراضهم عن منهج السماء ، فانهم يصرون على الاستمرار في ما يهلكهم ويفنيهم .