(الذين طرحوا هذه الخطبة وشبهها من الأخبار ، وأسقطوها عن الاعتبار ، ونسبوها إلى الغلاة والمفوضة وغيرهم من الأشرار ، فأخطأوا جداً واستعجلوا كثيراً . .
أمّا دعواهم بأنها من الأخبار الآحاد ، فليس بصحيح لأنها فوق الاستفاضة ، بل لا يبعد أن يُدَّعى تواترها معنى ، لكثرة تكرارها وورودها في الكتب ، في مواضع عديدة ، والأدعية المأثورة سيما في دعاء رجب ، المروي عن القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، على ما رواه الشيخ المصباح (١) ، والزيارات سيما الزيارة الرجبية (١) والزيارة الخارجة عن الناحية المقدسة للحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) : سلام على آل ياسين (٢) .
وزيارات أمير المؤمنين (عليه السلام) (١) وشيوعأنهم يد الله ، وعين الله ، ولسان الله ، وأُذن الله ، والزيارة الجامعة الكبيرة ، وأحاديث خلق أنوارهم قبل الخلق ، وأمثالها من الأمور ، التي يشكّون ولا يختلفون في صحتها ، وأنها منهم سلام الله عليهم.
ونشير إلى كل ذلك إن شاء الله تعالى ، على حسب الجهد والسعة والإقبال ، فيما بعد إن شاءالله تعالى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكذلك هذه الخطبة الشريفة برواية جابر بن عبد الله الأنصاري (١) ، وخطبة الافتخار برواية الأصبغ بن نباتة (١) ، وخطبة البيان (١) ، وخطبة أُخرى أيضاً من هذا القبيل ، وحديث معرفتهم بالنورانية (١) ، برواية سلمان (١) وأبي ذر (١) ، وحديث الخيط ومقامات المعرفة برواية جابر بن يزيد الجعفي (١) ، وحديث مقامات المعرفة برواية جابر (١) ، في كتاب أنيس السُمَرَاء للشيخ سليمان الحلي ، وحديث الأكوان الستة برواية المفضل(١) ، وحديث الرتق والفتق بروايته ، والأخبار بهذا المعنى كثيرة ، وربما تزيد على الألف بل الألفين.
وليت شعري أي حكم من الأحكام ، التي يثبتونها عندهم عشرة أحاديث أو عشرون ، فإذا أمكن رد هذه الأخبار ، أمكن رد غيرها ، الذي لم يبلغ معشارها ، وكلها في كتب الشيعة الفرقة المحقة ، وفي ذلك خروج من الدين ، وكفر بما أتى به سيد المرسلين ، وطرح الأخبار الكثيرة لعدم المعرفة والبصيرة ، ليس من شأن المؤمنين الممتحَنين.
ولئن سلمنا أنها من الأخبار الأحاد ، نقول إن الخبر الواحد ، إذا طابق العقل الصحيح الصريح ، وجب القول به والعمل عليه ، وكذلك هذه الأخبار ، فإن الأدلة القطعية العقلية ، دالة على مضامينها ومدلولاتها ، بل لا يستقيم التوحيد إلا على القول به.
ولعمري إن المنكرين يقرون بها من حيث لا يشعرون ، كما نذكرها إن شاء الله تعالى عند الشرح ، فوجب اعتبارها وقبولها.